مرحبًا، هذه أنا…نجلاء محجوب

منبر العراق الحر :
شيفرةُ سرٌّ لا يُفكُّ،
وحلمٌ لا يُقيد،
وموجةٌ تعصفُ بشطآن الوجدان،
خيط ضوءٍ رقيقٍ يمتدُّ من أفقٍ بعيد،
ينقّب عن سرٍّ دفينٍ تحت رماد الذاكرة،
أشعل فؤادي بمصابيح الأمل والفزع معًا..!
لأرى رقصةً سرياليةً تتشابك فيها أغصان الأفكار،
كفروع شجرةٍ عتيقةٍ ضاعت مواسمها،
أقيم في ضجيجٍ ملون،
بين الظلال التي لا تكتمل،
والألوان التي لا تُسمّى،
أكتب من عمق روحي،
كمن يحفر نفقًا في صخرٍ،
باحثًا عن معنى خفي،
بين طيات الزمان والمكان،
في محاولات غير متناهية للتعبير عن حقيقتي،
التي لا تسكن في سطر واحد،
ولا لحظة ثابتة،
وكثيرًا ما وددتُ أن أتركها مبهمة،
لا تفسّرني؛
فأنا مزاجُ المدّ والجزر،
حين يتهامسان تحت ضوء القمر،
أنا لحظة الانفجار التي تلفّها هالة السكون،
صخبٌ يرتدي وشاح الهدوء،
وتناقضٌ يمشي على رؤوس أصابعه،
في جوفي سردابٌ
يعجُّ بصدى ضحكاتٍ وبكاءاتٍ لم تُسمع،
وحين أُلقي بكلماتي داخله،
تعود متوهجةً بشعلةٍ
لم تُخمدها ألسنة المداد،
أرسم على جدران القلب لوحاتٍ لا تنتهي،
أنسج من الكلمات جدائلَ من الحنين والخوف،
وأزرع في صمت الليل،
بذور تساؤلاتٍ تنبت في ظلمة السكون،
أنا: الحقيقة والسراب معًا،
أبجديةٌ تكتب بدموع الفرح والحزن،
وترقص على أوتار الزمن
بلا لحنٍ ثابت
كشيئين متناقضين ومرتبطين،
لا يلتقيان ولا يفترقان،
أنا: اللغةُ حين تُختنق،
والمعنى حين يرفض أن يُترجم،
أنسج من المفردات ظلالًا واهية،
وأعلّقها على جدران قلبٍ لا يسعني،
وأتركها تُثمر أسئلةً لا أجوبة لها،
هذه أنا:
حقيقةٌ تمشي جوار السراب،
أبجديةٌ تنزف
بين ضحكةٍ مرتجفة
ودمعةٍ صامدة،
أغني لزمنٍ لا يسمع،
وأخطو فوق خطوٍ لا يثبت،
اقترب ما شئت،
ستظل تراني عبر ضبابٍ،
كمن يطارد صداه في كهفٍ لا جدران له،
أنا الضوء، حين يعجز عن تفسير ظله
نجلاء محجوب

اترك رد