قصيدة غزلية ” حوار “…. طالب الكناني

منبر العراق الحر :
لمّا أتاني من حبيبي زائرٌ
و مضى لأعشاشَ الطيورُ بداري
أسرفتُ في نظري اليها عامداً
فبدتْ طيوري تستحي وتواري
و نظرتُ أسراب الحمامِ رأيتها
عند السماءِ تحنُّ للأوكارِ
فقصصتُ أيام البعادِ لنحلةٍ
في الحقلِ تبلو زهرةً وتماري
وسردتُ أضغاثَ الحديثِ لسندسٍ
وكشفت للريحان ألف ستارِ
فأجابني الريحانُ ويح هواجسٍ
عصفتْ بكل خبيئةٍ في الدارِ
لا الزهر يهوى أن يكون مهادناً
لا النحلُ يعزفُ عن شذى الأزهارِ
لا الطيرُ يهجعُ من سماهُ و يرتجي
بين المخابئ موضعا لجوار
ما سر هذا الأمر أيٌُ بليةٍ ؟
ماذا فعلتَ ؟ وخضت أي غمار ؟
فأجبتهُ يا زرعُ شارف مصرعي
والروح مني هاجها استعباري
فهفا رسول للحبيب وعادني
ورأى جفون العين كالأحجار
يازرع هل كابدت مثل صبابتي ؟
وسهرتَ ليلا واصلاً بنهارِ ؟
أَسَكَبتَ دمعا للعيون تهده ؟
ليسيرَ في الخدين كالأنهار
أجعلتَ تحفل بالعذابِ كأنه
شيءٌ من الأنواء والإعصار
يازرعُ يا مختالُ إنك أن تكن
للنحل تُكرم عِشقها وتداري
فلقد هديتُ الى الحبيب حشاشتي
ورميت قلبي في سعير النارِ
حتى بدت تلك الطيور حليفتي
ترعى فؤادي كالنسيم الساري
يازرع أني في هواه متيمٌ
ما طار طيرٌ أو هفا لدياري
ماحن نحل للورود وزارها
أو من شذاها آب نحو النار
فأنا متيم عشقها ومصيبتي
في القلب موضعُ حكمتي وقراري

اترك رد