منبر العراق الحر :.
روحي حزينة حزن الثّكالى
فؤادي قلق مثل صاحب عهد ارتدّ فجأة
انتشاء أخدج لم يُكمل حوله الأوّل
يسأل الفطام .
قلب أعدمه الاغتراب يهدّئ من روع نبضه
وأنا كمن يمنّي النّفس بموسم الهجرة مع طيور بّترت أجنحتها
كمن ينفخ في صدر جثّة مُثّل بها
— وبكلّ ما أوتيت من قوّة —
أعضّ على أنامل الوجع
أخلّص رقاب الأغاني من أسلاك نشاز شائكه
أسحب حلما من ناصيته إلى حيث الشّمس
أحرّره من سطوة آلهة كاذبة
تخفي وراء ظهرها ألواحها
وأرتّب لساعة أعدم فيها بقيّة أيّام بائسة
يا بوحيَ الباكي ،
أبرِئ ذمّتك من ضيق صدري ..وارحل
كمن خسر تاجه وملكه
وشهد ذات معركة هتك أسوار حصنه
وصرير دروع الإخوة يملأ مسمعه
أقفز إلى ما وراء حتفي
أكيد للمشهد كيدا
أبعثر خططه
أخرس أصواتا من كلّ صوب وحدب
أعصّب جبين وطن يشكو صداعا مزمنا
أعدّل مقام أغنية يعشقها الكون
فستر المواجع من المكارم
وإن ضجّ بها ما حولك
أكره عويل الحرب على شفاه الرّيح
أدوّن كرهي على أكفان الأحبّة
أدّخر ما تراكم من وحدتي ودمعي
لزمن يشتدّ فيه الهرج
أشرّع بوّابة رأسي لفكرة بحجم النّخيل
وأحلام برحابة مخيّم
وأمنيات بعدد شجر الزّيتون
الكلّ يخون الكلّ !!
الغيوم تراوغ الأفق
فجّ عميق يحكم غلق بابه في وجه عاصفة
الأرض تلعن العطش …ثمّ تتصدّع
الأقحوان يترك صلاته
الورد يطبّع مع القبح …ثمّ ينتكس
الأبيض النّاصع يتنكّر للنّوارس
حناجر مشبوهة تطوّق جيد القصائد بحبالها
ترّاهات الثّأثر هزمت حجج القصاص
جسور متداعية تغدر بقوافل العابرين إلى
ضفاف الخلاص
ألسنة الحرائق تخوض في عرض الشّمس
وتأتي على جدائلها جهرا
تنكر معجزتَيْ البرد والسّلام
فتنة بيّنة تركَب رأسها
تعيث في الأرض فسادا
جرح غائر يحدث نزفا في خاصرة التّاريخ
غزاة بألف ذريعة واهية يستبيحون مدائن
استبدل الله أهلها
التّتار الجدد يتبرّعون برباط الخيل للمتاحف ويروّجون للعصيّ المسوّمة والجزر
مغول هذا العصر يجسّون نبض آخر القلاع
القتلة قديمهم وحديثهم يحاجّون السّلام
أنبياء بائسون يحتكرون حقّ الحياة
أصوات تعصّبت للباطل ،تزهق روح الحقّ
كمن يعمل لدنياه كأنّه يعيش أبدا
يوّد ختمها بالحسنى
أشهدكم أنّني من أولي العزم
ألتمس معيّة الرّب
أبحث عنّي
أبحث عمّن خذلني
———♡————-روضة بوسليمي /تونس
