منبر العراق الحر :
في هذا الزمان، كثر الساقطون في ثوب الرجال، وتكاثرت الذكور وقلّت الرجولة. وأشدّ ما يُظهر معادن الناس — إناثًا وذكورًا — هو صون الأسرار، والستر على البيوت. فالبيت حِصن، وأسراره أمانات، لا يحملها إلا طيّب الأصل، كريم الخلق، عزيز النفس.
فويلٌ ثم ويلٌ لذكرٍ مسخ رجولته، وداست قدمُ دنائته على ميثاق العشرة، فراح ينفث سمَّه في المجالس، يلوك أعراض النساء، ويفشي أسرار زوجه، كأنها متاع رخيص، يُلقى على قارعة الطريق. من هذا شأنه، فقد سقط من مقام الرجال، وانحدر إلى درك الخسة والوضاعة.
الرجل الحقّ، من إذا أغلق بابه، دفن سره وسر زوجه معه. أما من أفشى أسرار بيته، فلا حشمة له ولا قدر، ومهما تستر بثوب الوقار، فنتانة حديثه تفضحه.
ويا أيها القارئ… إيّاك أن تجلس مجلسًا يذكر فيه رجلٌ أهل بيته بسوء، إلا وأنكرت عليه. فمن رضي بخيانة المجلس، شريكٌ في الجرم.
ومن ظنّ أن الصمت ضعف، فهو أجهل الخلق. نحن للتواضع عنوان، نعم… ولكن إذا طغى الأراذل، فالردع حق، والاحتقار فريضة.
لا كثر الله من أشباه الرجال، ولا رفع لهم راية. ومن باع ستر زوجه، أذلَّه الله، وأبقى وصمة الخيانة تلاحقه إلى آخر العمر.
فاصونوا بيوتكم، واحفظوا أعراضكم… فالرجل مروءة، والمرأة كرامة… والستر تاج لا يليق إلا بالرؤوس الطاهرة الشريفة ، واجزم يا اشباه الرجال ان الشرف منكم براء!!
تحياتي
#د_كريمة_الشامي_الجزائري
