منبر العراق الحر :
قالَتْ لي:
ربّما لو لم أكُنْ جميلة ً
لأحببنني صديقاتي أكثر
لارتحتُ من عيون الرجال تغزو
مروج راحتي و ترحل
إلى ضفاف ٍ أكثرَ انفتاحاً
و شواطئ تغفو على صدرها
رمالاً أسهل
أضافت تشتكي بفرحةٍ مكبوتةٍ:
ربما لو كنتُ أتجمّل
بمساحيق النفاق و حمرة شفاهٍ
مصنوعةٍ من كلماتٍ عسل
لوصلتُ أسرع
إلى مطبّات صداقاتٍ
و حُبّ ٍ مُقنَّع
ذات فجرٍ سمعتها
تهامسُ الشكوكَ في شرفة غفوتها
كي لا المتطفلون يتسللون
إلى مخدع طمأنينتها؛
ذات مساءٍ أنصتُّ إلى حيرتها
تقلّمُ أظافر عمرها
راق َ لي ذاكَ التنافر
بين ماضٍ ساذجٍ و حاضرٍ مقامر
و ببراعة ٍ تحمي شباك نقاطها الخاسرة
لتغدو هي القوية المسيطرة
جلستُ بعيدةً أسخرُ وأبتسم
لولائمِ محبّةٍ غاصَت في مستنقع وهمٍ
قرأت عبارة ًعلى السطح
تجيب على أسئلة صديقتي
ببعضٍ من الحزن و الكثير من الخيبة؛
هكذا هم البشر
يقولبون الخير
في خوابي الشرور
حتى لو كنتِ آلهةً معصيّةً
سيبحثون عن ثغرة ٍ
يبثّون منها أمواج الحسد و الغيرة
سيبدعون في اختراع القصص
و يتفنّون في إزعاج مَواطن الفَرَح
و كأنهم ينتقمون من نقيصةٍ
فيهم مخفيةً
تتجلى في مواقفهم المخزية
و في خيمة المصلحة
بخبثٍ يبتسمون
بانتظار قلوبٍ طيبةٍ و نفوسٍ نقية
علّها تكون لغدهم
لعبةً هدية
Lina Kanjrawi