الناصرية ودمية الذكريات ….نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
في ذكريات الناصرية أيضا كانت لك دمية ، من الطين أو من القماش أو من التمر ناكلها حين نجوع كما كانت قريش تفعل مع آلهتها. لكن جوع الناصرية لن يشبهه اي جوع في العالم ، فهو جوع الكادحين والفقراء والكسبة والجنود والمعلمين والشعراء الحالمين بليل الفرات وهو يرسل مع النجوم والموج تحيات النخيل ورسائل الحب وبحة داخل حسين وصديقة الملاية وحضيري وجبار ونيسة.
أو ذلك الصوت الملائكي من مآذن جوامع المدينة وهو يبشرنا برؤية هلال العيد ، لتبدأ أحلامنا البسيطة تمد براءة الطفولة الى الاراجيح واشجار حديقة غازي وبستان الحاج عبود وبستان زامل وسينما الأندلس والبطحاء والمتنزه .
الناصرية دمية اعيادنا والذكريات ، روح الدمعة وخاطرة الليل والمسافة القصيرة بين القبلة وحضن الأم.
هي واحة لظلال أزمنتنا ، أن كانت في الشرق او الغرب ، رقبابنا ترنو الى زمنها وجهتها ، لنها وحدها من تكون امينة على اسرارنا واحلامنا وامنياتنا ، لها دهشة كل شيء جميل ، ولها بركة الصلاة ، ولبناءها الطيبين مديح اناشيد كهنة سومر وآالهة أشجار الرارنج وعطر حناء ضفائر امهاتنا.
عيدها عيدنا حتى مع قساوة ما تعيش من حر لاهب وغياب خدمات والخوف من تسلل مجانين داعش اليها ، تبقى آمنة وتبقى مثل عش السنونو ، يمنح للمهاجرين دفء الحنين الى واحدة من أجمل مدن الله.
الناصرية كما في قصيدة صديقي رزاق الزيدي : الناصرية شعرة في شارب التأريخ ” بيضاء “.!
دمية لطفولة الناصرية يزهر فيها العطر والمطر والاغلاط الأملائية في واجب القراءة .كل الكلمات قد تخطا فيي كتابها إلا أسماء والديك واسم الله ووطنك ومدينتك الناصرية وأسم معلم القراءة الخلدونية ايضاً .

اترك رد