ماذا تتمنى في العام الجديد ؟ كتب رياض الفرطوسي

منبر العراق الحر  :
وصلتني بطاقات تهنئة كثيرة بمناسبة العام الجديد ‘ جعلتني اجلس اتأمل بما حدث لنا عام 2022 ‘ ولان الاحداث تموت من دون ان نؤرشفها ونؤرخها وهو ما يجعلها حية لو كتبت بأسلوب شيق من اجل الاستفادة منها كعبرة للاجيال القادمة. ورغم ان واقعنا السياسي لا يخضع لمدارس التحليل المعروفة بما في ذلك الفلسفة والعلوم ( لاننا اساسا من دون مدرسة سياسية ). في دولة عمرها قارب المئة عام. كانت فترة تضج بالانقلابات والاغتيالات والمؤامرات والسجون والمقابر الجماعية والحروب والاحتلالات والانتفاضات والتعسف والموت المجاني والانفجارات وتصفية المناوئين والحصار الذي ما زال مستمرا حيث يأخذ اشكالا مختلفة . وانا اتأمل هذه الاحداث محاولا فهم ما جرى ويجري لهذا الوطن والمواطن الذي تنازل في نهاية المطاف عن كل شروط الحياة الحقيقية بما في ذلك كرامته وحريته ومصيره. لقد وصلنا لهذا الحال بسبب تراكمات مراحل من العناوين الخاطئة في الشعارات والتربية الحزبية المدرسية ومراحل من التلقين الاعمى وتكرار التجارب الفاشلة فأصبحنا عاجزين على المستوى النفسي والعقلي من رؤية الحقيقة والخراب حتى تطبعنا مع التشوه ومع كل شي سيء من عاهات وتشوهات وانحطاط اخلاقي وكذب واحتيال وخيانة وهدم الاسس الثقافية والاجتماعية والاخلاقية بحيث اصبح لهذه الظواهر قبول اجتماعي مع عدم وجود مصدات رادعة والاخطر من ذلك ان يحصل هذا الامر في اجواء من السكون والهدوء وهو ما لم يستطع الخطاب السياسي الانشائي من كشفه وتوقعه ورؤيته ومعالجته حيث دخلت على حياتنا قيم منحلة ( مخدرات ودعارة وشذوذ ). ولم نعد نرى هذه العاهات رغم وضوح الصورة بسبب العمى الاجتماعي والتخبط السياسي واعلام رخيص ومجتمع نائم وطبقة ثقافية مشغولة بالحذلقة والتفاخر والتمادح على نتاجات تافهة. ماذا تتمنى في العام الجديد وانت محاصر بنفس القوالب العقلية التي لا ينفع معها اي طلاء جديد ‘ غسيل اموال ومافيات وفساد ووشات وبدل ان نحتفي ببناء مدن حديثة ودولة اصبحنا نحتفي ببناء مقابر جديدة. لدينا طاقات هائلة ولكن هذه الطاقات مسخرة ومستثمرة في الصراعات والتطاحنات وكان الاجدر توجييها نحو التعمير والبناء . مضى عام 2022 بفضيحة سرقة القرن‘ شخص ماكر ومحتال يخترق مؤسسات وشخصيات ورجال دولة ويتلاعب بنظام مصرفي بطرق مختلفة ‘ لو كانت المؤسسات رصينة وغير متواطئة لما استطاع اختراقها . كم هي عدد الكوابيس التي ينتظرها هذا الشعب ‘ القراءة تقول ان صيفنا سيكون قائضا بالاحداث .هناك اشياء كثيرة قادمة لا نعرفها ( ليس كل شي واضحا لحد الان ) في حياة كل منا امنيات واحلام عميقة نتمنى ان تتحقق لان الحياة هي صناعة وخلق وامل وليست انتظارا بائسا وعاجزا. نحاول ان نستدعي زمنا لم يأت بعد لنشارك في صناعة احداثه.

اترك رد