*مس الهيام * ……علي حميد الحمداني

منبر العراق الحر :
بدمي أعاصيرٌ من الألوانِ
وبداخلي مدنٌ من الأحزانِ
وسحابةُ الأفكارِ لا مَطرٌ بها
بل وابلٌ من قسوةِ النسيانِ
بي من رمادِ اليأسِ كَدسُ خسارةٍ
ونقائصٌ في كفَّةِ الميزانِ
كنبوءةٍ سَخَرَتْ بعجزِ نبيِّها
إذ غادرَتهُ قدرةُ البرهانِ
إيّاكِ من حلمِ اللجوءِ فإنّني
وطنٌ أضاعَ هويةَ الأوطانِ
إيّاكِ من أوتار عودي إنها
فقدت حنان العودِ والألحانِ
لا تقربي منّي فإنّي غابةٌ
رَقَصَتْ بها الأحراشُ للغيلانِ
ناري على رأسي وبحري غائرٌ
وحرائقي تطغو على شطآني
إيّاكِ من بطش الحرائقِ في يدي
فأصابعي سُحُبٌ من الدخانِ
لم يبقَ لي إلّا عصارةُ مأزقٍ
وشربتُها في حانةِ الشيطانِ
وعروقُ أعصابي دروبٌ صعبةٌ
لا تنتهي أبدًا الى عنوانِ
ومَدى شراييني ينافسُهُ المَدى
ليضيعَ في نَبضي وفي شرياني
ينتابُني مَسُّ الهيامِ فتنحَني
أغصانُ عُمْرٍ عاثَ في أغصاني
قصصي أساطيرٌ، وشعري لوحةٌ
رُسِمَتْ بلونِ كآبةِ الفنانِ
بي غَصَّةٌ ما زلتْ أجمعُ لحنَها
لأبيعَها في مَحفلِ الأشجانِ
فأنا بقايا من ركامٍ هائِلٍ
وثَمالَةٌ هربَتْ مِن الفِنجانِ
….
القاهرة
٢٠٢٥

اترك رد