منبر العراق الحر :
كنتَ نقطةً في دفتري،
لكنّك نزفتَ الصفحةَ كلّها.
منذُ ذلك الحبرِ الأوّل،
لم أكتبْ إلا بالغياب.
على طاولتي،
كأسٌ من ليلٍ بارد،
وريشةٌ من جناحِ ملاكٍ
سقطَ في منتصف الطريق المخيف.
أتذكّرُ وجهَك،
كان نافذة مكسورة
تُطلّ على ثلجٍ لا ينتهي
لكنني ظننتها نافذة نجاة .
فعبرتها.
كنتَ موسيقاي،
أصبحتَ صمتي،
صوتَ الخشبِ حين يُقطّع
ليصنعَ تابوتاً للحياة المريضة.
في قلب كل امرأةٍ امرأةٌ من رماد،
تُشعلُ نفسها كلَّ مساءٍ
لتدفّئ العواصم على خرائط الأرض.
الحُبُّ؟
نقطةٌ تبدأُ منها خيبات الطبيعة
وكوارثها
نقطة تجرفُ المدنَ من عيونها
وتتركُ على الشفاهِ
طعمَ الحديد.
هل نضحك قليلا حين نحب؟
نعم نضحك ضحكةٌ من زجاج
ثم نتهشم.
لا أحد ينجو من العاصفة
رميت العصا على الراعي
كانت العاطفة درعا
فساح
كلّنا نكتبُ بدمٍ مُستعار
دم الآلهة
أيّها الغائب،
ما زلتُ أراكَ تمشي
لكنّ الرمادَ كان يتنفّس، تحتك
والحبرُ كان يمشي معك على الأرضِ
ككائنٍ خرج
ولا يعود.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر