منبر العراق الحر :
اه يا بلاد
انين الغابات المطعونة بمطواة النجارين
يا بلاد
الأم التي باعت أطفالها
لتشتري الكثير من اللُعب، والحفاظات
وتجلس لتُهدهد الوحدة والحيرة، وظلال القبور
حنِ قليلاً
أقل من الأسف
بإعفاء طفلة عن دمع والدها المُحتجز بتهمة الجوع
أقل من الندم
بطلقتين او اقل
مُدة أن نكتشف أين نسيّ كونات نظارته
أين خبئ علي بابا مفاتيح غاره
ومن أدخل المارد في جرةِ فُخار
حنِ لمدة
أن نستعيد غضبنا الطفولي القديم
ثمة عراكات فضها رجال الحي الكبار، لم تنتهي
ثمة عصافير وضعنا لها الشراك
خذي هذه شوارب
ريثما نعبث بتلك العصافير ونطلق صراحها في آخر الليل
شاي أمي على النار
وراديو الرابعة لم يسمع بكل هؤلاء القتلة هناك
وأبي في سكينته يحشوا المساء بالدعاء، والصلوات التي لم تصل موقعها الى
الآن
فالسماء مُكدثة بالراكضون إليها
بحثاً عن الخبز والماء، واقمشة للصغار
هناك الفُرن في آخر الحي
دعيه يؤذن برائحة الفجر، لنصحوا من حُزننا
هناك المِصباح الكهربائي
يُراجع اولى قبلاتنا بتوتر، كنا اول الواصلين الى حزنه
لا احد من قبل اسند عليه ظهر فتاة قبلنا
لا احد أجبره
على تحسس أيامه الماضية
لا أحد نبهه كم كان وحده
يؤنس ظلال العابرين
حكي عني هذه البلادة الرخيصة، وهذا الشتاء الصامت
كمحاولة تعزية غابة احترقت
بعود ثقاب
يمد لها بفرع من لحمها
يا بلاد
لطالما كانت الدماء عصير حفلاتك
لطالما كنْا الجواري الموظفون للحرص على ملئ كوبك
ولكنا تعبنا
حتى الجواري بحاجة الى النوم، الى تناول افطارهم العائلي، إلى فتح النافذة على
حبيب يُجيد الغناء والتنكر في مشهد سعيد
اُعطيكِ قلبي، ودمي، اعطيك حتى ملاءتي الوحيدة التي ادخرها للشتاء، اُعطيكِ
هشاشتي التي تدفعني لأكتب
اُعطيكِ حتى حُزني المُفضل
حُزني الذي يدفعني للشعر والحانة، وعشق النوافذ
حُزني الذي حين
استلقي ولا أجده
أشعر بالبرد
وانا اكره الموت والبرد والنساء الحزينات
اعطيكِ كل شيء
في المُقابل
اريد أن اجلس في مطبخ البيت
بينما امي تُحمر البطاطا
تسألني وانا انظر لها
ماذا هناك ؟
فاقول لها
انا فقط مُتعب
مُتعب فحسب
فك في الروتين
#عزوز
منبر العراق الحر منبر العراق الحر