منبر العراق الحر :
أما كان يكفي يا شقيّ ُ عتابُها
لتعلم ما يخفيه عنك اضطرابُها
وتشعر كم عانت وكم كان ظالما ً
غيابك .. فاستغنت وطال غيابُها
بلى .. بعض عذر ٍ لانفعالك أنها
تمادت بما يغريك فيه ِ عقابُها
وألغت هدوء العقل لما تمرّدت
على واقع ٍ يبكيه قهرا ً شبابُها
وهل أن شمس الحبّ تفقأ عينها
إذا ما تمادى في النهار ضبابُها
بلى بعض عذر ٍ أن قلبك لم يعد
كما كان اذ ادمته فيك حرابُها
ولكنها أنثى .. أحبّتكَ شاعرا ً
ولم ينغلق يوما ً أمامكَ بابُها
وكانت اذا ما قلتَ مالت برأسها
دلالا ً.. فإن أنشدتَ طار صوابُها
وخاضت جحيم العشق حتى توهّمت
بأنك ــ والأيام تمضي ــ عذابُها
وظنت ببعض الطيش تدنيك نحوها
وهل يخدع الصحراءَ الا سرابُها
سيكفي لديك العذر منها بأنها
إذا ما تعرّت فالهموم ثيابُها
وأنّ يد َ الأقدار كانت جريئة ً
وعاثت كثيرا ً واستبدّ خرابُها
هي الآن عطشى مثل قلب فراشة ٍ
الى ضوء مصباح ٍ .. وأنت شرابُها
وتدنو لكي يغريك منها اقترابُها
وتمطرُ ما يخفيه عنك سحابُها
أما زلت تهواها ؟ كفاكَ تمنّعا ً
وأنت الذي يحييكَ حتى ترابُها