مسافر نحو الروح …د. لورانس نعمه الله عجاقه

منبر العراق الحر :
“وأنتَ أيّها الآتي من بعيد…
كأنّك تمشي وفي ظلالك تتدلّى حكاياتٌ لم تجد صدرًا تستريح عليه.
تجيءُ كريحٍ قطعت قاراتٍ من الصمت، تحمل في جيوبها رائحة مدنٍ تُطفئ الشوق وتوقِد الذاكرة معًا،
وتحمل معك لونَ الطرق التي أحبّت أقدامك، وقلق الليالي التي عبرتها وحدَك.
أراك واقفًا عند العتبة كمسافرٍ من زمنٍ آخر؛
وجهُك يشبه أوّل المطر حين يلامس أرضًا عطشى،
وصوتُك يشبه نافذةً انفتحت فجأةً على بحرٍ نائم،
حتى أنك حين تتكلّم، تشعر أنّ العالم يبطئ سرعته قليلاً كي يستمع.
كأنّك لست غريبًا…
بل نداءٌ سمعته روحي قبل أن تسمعه أذني،
وخُطاك تشبه عودة النور إلى بيتٍ كان مُطفأً طويلًا،
وكأنك ترمّم في القلب شيئًا لم نعرف أنه مكسور.
تأتي… فتتغيّر الجهات،
ويصير البعيد قريبًا،
وتصير الخطوات أقلّ تعبًا،
ويصير القلب، للمرّة الأولى منذ زمن، يعرف طريقه دون خريطة،
كأنك دليلٌ خفيّ، أو نجمةٌ لا تُهدي الطريق… بل تُهدي الطمأنينة.”

اترك رد