منبر العراق الحر :
الإيمان — أيًّا كان شكله أو طريقته — هو مساحة خاصة جدًا بين الإنسان وضميره، بينه وبين القوة العليا التي يؤمن بها.
وما دام لكلّ إنسان قلبٌ وتجارب وذاكرة، فمن الطبيعي أن تختلف طرق الإيمان كما تختلف الحياة نفسها.
أنا أؤمن بما أؤمن به، بطريقتي التي أفهمها وأرتاح لها،
ورغم تقصيري أحيانًا، يظلّ إيماني جزءًا من هويتي ومن رحلتي الشخصية.
وفي الجهة الأخرى من العالم، هناك إنسان آخر له رحلته الخاصة أيضًا،
لا تشبه رحلتي… ولا تُشبه حياتي… لكنه يملك نفس الحقّ في أن يختار طريقه.
❤️ لماذا لا يجوز الحكم على الآخرين؟
لأن الإنسان ابن بيئته وتجربته وتربيته الأولى.
ولأن ما نشأ عليه أحدهم لم يختره بيده، تمامًا كما لم نختر نحن الظروف التي كوّنتنا.
ومن منظور علم النفس الثقافي، الأحكام المسبقة تعكس ضيقًا داخليًا أكثر مما تعكس حقيقة الآخر.
❤️ جوهر الإيمان… هو الأخلاق قبل أي شيء
القيمة الحقيقية لا تُقاس بمسمّيات، ولا بطقوس، ولا بما يُقال علنًا،
بل تُقاس بطريقة الإنسان في التعامل:
هل يحترم؟
هل يرحم؟
هل يتسامح؟
هل يترك للآخرين مساحتهم؟
هذه هي القيم التي تصنع الإنسان، بعيدًا عن أي انتماء.
❤️ الحرية مزدوجة: كما أملكها… يملكها غيري
حرية الإيمان ليست امتيازًا لشخص دون آخر.
هي حقّ لكل إنسان على وجه الأرض.
وحتى تبقى هذه الحرية جميلة وعادلة، يجب أن تتوقف عند نقطة واحدة:
حين تبدأ حرية الآخرين.
❤️ الإيمان الحقيقي… سرّ بين الإنسان وربّه
لا يُقاس الإيمان بما يُقال أمام الناس،
ولا بما نُظهره على العلن،
ولا بما ننتقده في الآخرين.
الإيمان الحقيقي يُقاس بما نخفيه في أرواحنا:
في لطفنا… في رحمتنا… في قدرتنا على احترام من لا يشبهنا.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر