منبر العراق الحر :
أنا ظلكَ، أيها الرجل الطويل،
وأنا سؤالُكَ المرميّ على قارعةِ النسيان.
لستُ امرأتكَ الجميلة،
ولا خليلتك المشتهاة تشعلُ نارَ قلبِكَ الخامدة.
أنا صدفةٌ جنينة خرجت من رحمِ الأيام،
وركضتُ على الطرقات التي تقاطعت مع خطواتِكَ المرتجفة.
التقينا في أحدِ أحلامِكَ الغريبة،
وهرَبتُ من بين أصابعِكَ كما يهربُ العمرُ من كفِّ الأيام.
أنا صوتُكَ المنسيّ في غاباتِ حنجرتِكَ،
صوتُكَ الذي سرقوه منك بحجّةِ النظام،
صوتُكَ الذي يجلدُ بسياطِهِ جلاديكَ.
أكلتُ من زادِ قلبِكَ،
ونمتُ زمنًا بين ضلوعِكَ.
وحين أفقتُ في جسدِكَ فيروسا لطيفا،
شربتُ من دمِكَ فتفجّرت ينابيع،
وأزهَرَ الربيعُ من جديدٍ في عمرك.
صِرتُ نصفَكَ الذي يغرق في عرقِ أحلامِكَ،
ويلبسُ معطفَ أيامِكَ،
فتفوحُ رائحةُ جسدِكَ من أنفاسي،
وأتبعُكَ كما يتبعُ راعي نجمَته
منبر العراق الحر منبر العراق الحر