منبر العراق الحر :
ضجت المواقع الإعلامية المحلية والعربية بخبر أو قرار العراق باعتبار حزب الله والحوثيين حركات إرهابية، وانطلقت التهديدات من كل حدب وصوب، قبل قليل أصدرت الحكومة بياناً عاجلاً في نقض القرار!
فوضى القرار السياسي يؤكد مجددا، غياب وحدة الموقف بين فرقاء العملية السياسية إزاء قضايا محلية وعربية مهمة جدا، وتنعكس على أمن العراق وسياسته، ومدى قربه أو ابتعاده عن الدستور العراقي، نعم توجد أطراف سياسية عراقية فاعلة ومهمة مع قرار تصنيف حزب الله والحوثيين بالحركات الإرهابية، وهناك أطراف مقابلة تدعم وتمول الحركتين باعتبارهما حركات تحررية شيعية وطلائع لمحور المقاومة ضد إسرائيل وأمريكا، الانقسام السياسي -العقائدي في المنظومة السياسية الحاكمة، صار ينعكس على إدارة الدولة التي ينبغي أن تتجرد في تعاملاتها الخارجية من النزعة أو التأثير المذهبي والديني، وتتعامل وفق مصلحة الدولة، وليس وفق مقتضى العقائد وارتباطاتها الخارجية، ما حدث اليوم لحظة فارقة تؤكد ضياع العراق، وتمزقه في حال استمرت الأمور على ما هي عليها.
الأحزاب الحاكمة تحتاج إلى وعي وقدرة على فصل ما هو عقيدي -سياسي، عن ما هو دستوري يتعلق بشؤون إدارة دولة العراق وعلاقاته الخارجية، الأمور تحتاج إلى مراجعة عميقة وشجاعة وتحديد اتجاهات المسار للعراق، أهو مع الخنادق والمقاومة، أم مع مسار الدولة، وما تقتضيها من منهجية عمل جديدة تخضع لتقنيات الإدارة الحديثة للدولة التي تسير عليها دول في المنطقة مثل تركيا والسعودية وغيرهما.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر