منبر العراق الحر :كتبتُ هذه القصيدة في لحظةِ اختناقٍ” داخلي”
هل عثْرةُ خطوي هي نفسي؟
ولماذا…
لمّا سرْنا يا قلبي في شطحِ الريحِ تهاوَيْنا،
وغدَتِ الأيّامُ رهناً للموجِ يُهادِنُنا
في لثغةِ جرحٍ أعمى متحاملْ…
وغريقٌ يبحثُ عنّي،
من طيشِ الحزنِ يُغنّي،
وصراخُ الصحراءِ يُطاردني
ْكالحلقِ المطعونِ برمحٍ مصقول…
هل قاتلُ نفسي هو نفسي؟
تمشي مريمُ في خُفّيها وسطَ الأشجارْ،
ٍيجلدُها البردُ بأوراقِ نخيل،
وبقيّةُ همسٍ غلَبَ الأقدارْ…
وتسرّجُ خيلاً يعدو في خفّةِ برقٍ سارحْ،
يمضي الليلُ ويعقبه النهارْ،
منقوشٌ حِسّي في بصرٍ ناحلْ…
وأتيهُ جنونًا كأعنّةِ ساريةٍ حارّةٍ
لسرابٍ مهزومْ..وظلالٍ باهِتةٍ خرساءْ،
تسلو أيّامي تلويحًا من سعْفِ القهرْ…
هل تدري؟
أحملُ وحدي أرغفةَ الدمعِ الحنطاءْ،
أضربُ في الطرقاتِ كجذعٍ مكسورْ،
أغزلُ خيطًا من غرزةِ رمحٍ قاتلْ…
هل عثرةُ خطوي هي نفسي؟
قد أبرأْ من كَدْرةِ هولٍ مختالٍ مجنونْ،
أبحثُ بينَ دساكرِ رمشٍ معقودْ
عن نُطفةِ حبٍّ تغلبُ عمري القاحلْ…
جاورَني الوهمُ طويلا ..
وتيقّنتُ بأنَّ هوايا كان سرابا
هو منّي…
رسمٌ صيفيٌّ ينزعُه البُعدُ،
فيعودُ ليَرحلَ في سرداقِ النسيانْ…
فلماذا؟
أغتمُّ لطولِ الدربِ يميدُ بسخْطٍ،
لرُبابَةِ همّي يتخلّعُ شقُّ الرّيحْ،
يبتسمُ المارُّ على صفحةِ غيمٍ حانقْ…
في أغوارِ البُعدِ أشقُّ الصمتَ إلى نصفينْ:
نصفٌ للدمع… ونصفٌ للموتْ…
يسبيني البرقُ المتنصّلُ من لونِ حائلْ..
وتطالعني في الدّربِ وجوهّ تحكي
هل عثرةُ خطوي هي نفسي؟!
نسرين ب.
منبر العراق الحر منبر العراق الحر