حُـلـمٌ ولا أبهى …” * “يحيى السماوي

منبر العراق الحر :
أشْـرَكتُ فيك ِ .. ولـسْـتُ بالـمُـتـأثّم ِ
فالـشِركُ في الأحلام ِ غـيرُ مُـحَـرَّم ِ
*
خاط َ الكرى جَفـني ونادَمَ مُـقـلـتي
حُــلُــمٌ بـمِـثـل ِ نـعـيـمِـه ِ لـم أحـلـم ِ
*
حُـلـمٌ وددتُ العـمـرَ في فـردوسِـه ِ
لا صـحوَ إلآ حين يُـنـصَبُ مأتـمي
*
يَـمّـمْتُ حزمي نحو شـرفةِ بـيـتِهـا
بـعـفـافِ قِـدّيــس ٍ وشــوق ِ مُـتـيّـم ِ
*
وجـنـوح ِ مخبول ٍ وحكمة ِ عـاقِـل ٍ
وبـعُـسْـر ِ محروم ٍ ويُـسْـرِ مُـنـعَّـم ِ
*
فوجدتها بين اثـنـتيـن ِ … عرفـتها
من عِطـرِ أنفاس ٍ ومِعْضـدِ مِعصَم ِ
*
ومن انزلاق ِ لحافِها عن خصـرها
فرط َ الـمَـلاسَـة ِ دون باقي الـنـُّــوَّم ِ
*
ذُعِـرَتْ فأطبَقَ فوق زنبق ِ ثغـرها
ثـغـري فـلم تصـرخْ ولـمْ تـتـكـلّـم ِ
*
وسّـدْتـُهـا صدري بحضن ِ سـحابة ٍ
هَـرَبا ً بها بـيـن الـثـرى والأنجُـم ِ
*
وغسلتُ بالقبُلات ِ مَهْـبَط َ جيدِهـا
غـسْـلَ الندى للورد ِ غـير ِ مُـلـثـَّـم ِ
*
معـصومة ُ النهـديـن ِ لم يلـثمْهـما
إلآ حريرُ الـثـوب ِ فوق المِـحْـزَم ِ
*
أثِـمَ القـمـيصُ فكاد يـجـرحُ وردة ً
حمراءَ أنضرَ من خدود ِ البُرعُـم ِ
*
فـرّتْ يدي رغـما ًعليّ ومَـسّـدتْ
ياقوتة ً .. لـكنْ : بعِـفـَّـة ِ مُـحْــرِم ِ
*
وشمَمْتُ ريحانا ً وعِطرَ سَـفَـرْجَل ٍ
ففـمي وقـلـبي يمرعـان ِ بمَغـنَـم ِ
*
لو أنهـا عـرفـتْ بـشـوق ِ ظميئِهـا
لرحيقِ كأس ِ زهورها لم تـفـطِـم ِ
*
بخلتْ وتدري أنّ خـبـز سـطورِها
زادي بصحـن صبابتي وتهَـيُّـمي
*
دخلتْ بسـاتيني فأنْضَجَ خـطـوُها
الـتـينَ والزيتونَ قـبْـل الـمـوسِـم ِ !
**
شـبَـقـيّـة َ العـينين ِ ناسِـكـة َ الـفـم ِ
رفـقـا ً بسادِنِك ِ الأسير ِ المُـغـرَم ِ
*
لا تحـذري ناري فإنَّ لهـيـبَـهـا
لا يـسْـتَـطيبُ ضـرامُـهُ إلآ دمي
*
خَطَبَـتْكِ أعماقي فحاضرُ مَهْرِها
قـلبي وأحداقي .. وغائِـبُها فـمي
*
إنْ تطلبي الرُّطَبَ الجنيَّ وشهدَهُ
هـزّي بمبسمِك ِ المُطَيَّب ِ مبسمي
*
النارُ جائعـة ٌ .. فهـلْ أطْعَـمْـتِهـا
أشواكَ أمسي في الزمان ِ الأقدم ِ ؟
*
زفَّ الهوى قلبي إليك ِ فزغردتْ
روضٌ وباركت ِ الطيورُ ترنـُّمي
*
لا توصدي المحرابَ عن مُـتبَـتِّل ٍ
والنهرَ والينبوعَ عن صَـبّ ٍ ظمي
*
قد جئتُ منهلَكِ العذوبَ مُضَرّجا ً
بالجمر ِ رفـقـا ً بالظميء المُسْـلِم ِ
*
حسبي حججتُ فهل يجوز لناسِـكٍ
صلى الوداعَ بغير شِـربة ِ زمزم ِ ؟
***
* من مجموعتي ( تعالي لأبحثَ فيكِ عني ) الصادرة عام ٢٠١٢

اترك رد