ملحمة الإباء…..كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :….: مهداة الى شهداء الجيش العراقي والحشد الشعبي ..!
نكّئ جراحَكَ كَي تفيقَ دِمائي
ما أنتَ ألاّ منيةَ الشُهداءِ
فلَقَد رأيتُكَ للشموخِ منابراً
غَطّت وجوهَ الموتِ مِن أشلائي
إن شِئتَ تَأتينا، بغيرِ مدامعٍ
أو شِئتَ تَأتينا إليكَ بُكائي
في لوحكَ المكتوبِ نجمٌ تائهٌ
حنَّت إليها النوقُ في الصَحراءِ
يا مَنبعَ النهرينِ نهرُنا ظامئٌ
مِنك استمدَّ الماءُ عذبَ الماءِ
في دربكَ الوضاء ألفُ منارةٍ
نَستَجدي مِنها النورَ في الظَلماءِ
في قلبكَ الملهوفِ لهفةُ طفلةٍ
خَطَّت حروفَ الباء قَبلَ الحاءِ
في حَرفك المكتوبِ ألفُ قَصيدةٍ
عزَّت على الأشعارِ بالإقواءِ
مَن قالَ إنَّ الشعرَ يَبني صرحَنا
مِن غيرِ سَيفٍ في يَدٍ عَصماءِ
في نهجكَ الوضاء رَحمُ قَضيةٍ
مِن ألفِ عامٍ شحَّ بالأبناءِ
لَم تَنجُبِ الأرحامُ حَملاً مثلها
عَقُمَ الزمانُ وما بنا مِن داءِ
يا خُنصراً مازالَ في منهاجِنا
وعدٌ لدَينٍ حانَ بالإيفاءِ
خَطَّت حروفَ الموتِ في أعناقِنا
تِلكَ الدماءُ مِن يَدٍ بَتراءِ
خُذها فهذي الروحُ أنتَ مَلكتَها
مِن غيرِ شَرطٍ بِعتها و جَزاءِ
مهلاً بَني سُفيانَ لستُ مُنافقاً
مازالَ ذاكَ السُمَّ في أحشائي
إنّا سَتَرنا العارَ في أصلابِكم
في ظلِّ ظلٍّ يَغفو في أفيائي
حتّى استَعارَ السترُ مِن أثوابِنا
أوليس طهرُ السترِ بعضَ رِداءِ
إن جِئتَ تَنكرُني فلستُ بِمُنكَرٍ
أو جِئتَ تطردُني فلستُ بِنائي
منا حسينٌ والطفوفُ خيارهُ
وماءُ هذي الأرض مِن إنمائي
أو جئتَ تَشتمُني فقبلُكَ شامتٌ
شَتمَ الإباءَ بِخطبةٍ بَتراءِ
ما اهتزَّ عرقٌ مِن عروقِ ولائنا
طوعاً سأَمشي والدِما إمضائي
العبدُ مسجونُ الرؤى لَن يَرعوِي
والحرُّ يَهدي الحرَّ بالإيماءِ

اترك رد