منبر العراق الحر :
الوقتُ ليس مؤاتياً
لأن نفتح شُبّاك الأنوثة المغلق منذُ أمد
الجو غير ملائم لكي نوقظ الذكورة الغافية على السرير
إنّه موسم الأشياء التي لا تملكُ جِنساً واضحاً :
الفتى الملتحي الذي يرتدي جلّابية
الراهبة المتجهّمة التي نما شارباها
النحلة التي لا تلقّح الثمر ولا تلسع الأولاد
البندقية التي ضغطتُ على زنادها ولم تقتل أحدا
وزهرة عباد الشمس البلاستيكية في زاوية الصالة
تسمّرت مقابل صورة الغائبين المعلّقة على الحائط في الوقت الذي ، تدخل الشمس فيه إلى الصالة ، تتبختر بكامل عريها دون أن يلاحقها أحد .
.
قبل أن أتعرّف على الناس
كنتُ أرسمهم في لوحاتي وأكتب حكاياتهم على دفاتري،
بعد لقائهم،
أصبحت لوحاتي بيضاء ودفاتري خالية من الكلام
وقلبي مليئاً بخربشاتٍ غير مفهومة.
.
المعذرة أيتها الزنزانة
في جدارك ثقب يسرّب إلى رئتي هواء البحّارة والحوارات الدائرة بين العصافير الصفراء على سورك
حول الضوء والحرية،
وأنا، رغم يقيني بمتانة حجارك،
أخشى على سمعتك العتيقة
من إزميل أسيرةٍ مثلي.
.
الجمودُ، الشَّلل، الصمت المطبق، اللازمان، اللاهواء:
ثمّة من ضغط زرّ السكون على الكون بأسره، خلا هذا اليأس؛
إنّه يصفر كمن تَقَلّد مَهام الرياح أو
كأنّه ساعة الصِفر لاختراع عالم جديد.
.
الطّبق الذي انكسر نِصفين
نبتتْ له أغصانٌ على القطعتين،
أطباقٌ جديدة أزهرت على الاغصان.
كان الخزّاف يستخفّ بقدرتي على إلصاقه
وكنتُ أراهن على بداياتٍ تورق على جانبي الصدع؛
قد تظنّ كلامي فكرةً سوريالية
لكنّها ، تماماً، شجرة الحياة لطبق مكسور.
.
أيها الرب
سامحني لأن الفضائل
لم تخرّبني مثلما فعلتْ بأنبيائك
واغفر لي عشقي
للوجوه المغسولة بالخطايا.
.
لا أذكر الجرّاح الذي استأصل شرياناً
كان يضخّ البهجة إلى قلبي
لكنني أعذره باعتبارنا جميعا ضحايا ” أخطاء طبيّة”
.
سيأتي الغدُ جالباً لي أكياس الفستق؛
هذا تماماً ما يثبّت قدميّ على الأرض
لستُ أؤمن بنظريات الفيزياء في الجاذبية.
.
تمثال الرخام في الحديقة أمام بيتي
في الليل يلتهم دموعي وكوابيسي
وفي النهار يرتاح بلا حِراك كما لو أنّه
مجرد تمثال من الرخام!
.
صوتُ آذان الفجر الآتي من بعيد
يَربتُ على كتفِ كافرٍ يعيش في قلبي،
كافر لا يفكّر بالتوبة
إنما الآذان، ولسبب غير مفهوم،
يهدىء من روعه
فيجعله ينام طويلاً.
.
لا يمكن أن نسمّيه ” أُفُق ”
ما لم ينجب لنا أفقاً آخر.
.
يمتدّ البحرُ شاسعاً أمامي
يمتدُّ خلفَه بحرٌ آخر ، خلفه بحر
ثمّ بحر ، ثم
لا شيء .
. ____________________________ عبير سليمان