عندما يكون الحلم وطنا ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
( كان صديق الطفولة ، نحمل حقائبنا و بنفس الألوان ، نذهب للمدرسة ، نستبق الطريق ، وكل منا تدور في رأسه أحلام وأمنيات ، كبرنا ، كان حلمه الأخير أن يعود إلى الوطن .. لكنه ظل حلما وللأبد ….)
يا صاحبي…
أنا وأنت كنا ظل جدار ،
وما بين أنا وأنت ، كانت مدرسة
وضوء نهار ،
فهل يحجب الأفق جدار ….؟ .
الشجرةُ التي كانت تستقي
من عيني حبات المطر ،
هل تغادر جذورها المكان ؟
كيفَ حال أغصانها يا ترى
عندما يوارى وجه الربيع الثرى …!؟
بلى ، حتى وإن كنت وحيدا،
ساعبر جسر الحياة ….
لاوحشة تعتريني مع الطريق ،
فالعابرون على الضفةِ الأخرى
قافلتي التي تنتظرني هناك …!
العناقُ احتراق …
وعناق الماء للنار في لحظة الحريق
اشتياق ….!
أيصطنع الجنون قيس ليلى …؟
أم أن جنون العشق حقا قد اعتراه …؟
والحق كل الحق ، يا صاحبي
فمن لم يجن في عشق ليلى ،
ليس بعاقل مفتون…
فبعض جنون العشق فنون …!
بالأمس كنا نستبق الشمسَ
في الظهيرة ،
نلعب مع الصغار ،
كأننا فرسُ رهان
لا ندري بأن الشمس خلقت
من أجل النهار .
تقعرت قمم التراب خجلا ،
عندما رأيتك أسيرا بيد السحاب ،
تقوقعتُ خوفا خلف ظل الاغتراب .
أقلامنا كانت واحدة ، والسطور سواء ،
فلماذا اختلفنا الآن
في الأحلام و الآراء …؟
حتى الشبح
الذي كان يخيفنا
في الطفولة
عاد لي كظلي ،
بعد أن استوحدني
الزمان .
والكتاب الأنيق الذي قرأته ،
في صباي مرة بعد مرة ،
أنساب عني وانصرف ،
كانسياب الخيط في خرم إبرة..!

اترك رد