بعد “التعبئة”..هل تصبح أوروبا ملجأ الروس الفارين من التجنيد؟

منبر العراق الحر:
أشارت عدة تقارير صحفية إلى نزوح رجال روس في سن التجنيد من بلادهم، عقب إعلان الرئيس فلاديمير بوتن، التعبئة العسكرية جزئيا في روسيا، مما دفع ألمانيا لإبداء استعدادها لاستقبال هؤلاء الفارين من التجنيد في الجيش الروسي.

وأعلنت الحكومة الألمانية، الجمعة، استعدادها لاستقبال الرافضين للانضمام إلى الجيش الروسي في الحرب، منوهة إلى مباحثاتها للتوصل إلى تنسيق أوروبي، الأسابيع المقبلة، للتعامل مع الفارين من روسيا.

في المقابل، رفضت التشيك إصدار “تأشيرات إنسانية” للروس الفارين من التعبئة العسكرية. وقال وزير الخارجية يان ليبافسكي: “الذين يفرون من بلادهم، ولا يريدون الوفاء بواجب تفرضه دولتهم، لا يستوفون معايير الحصول على تأشيرة إنسانية”.

ويطرح الموقفان المتناقضان بين برلين وبراغ، تساؤلا حول إمكانية التوافق الأوروبي بشأن استقبال الروس.
موقف ألماني موحد

توافقت تصريحات المسؤولين الألمان بشأن ضرورة استقبال الفارين من الجيش الروسي:

المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت: “تهرب البعض من الانضمام إلى الخدمة العسكرية بروسيا علامة جيدة، تتطلب إيجاد حل قابل للتطبيق مع دول التكتل الأوروبي”.
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر: “الرافضون للقتال مع الجيش الروس يمكنهم الحصول على حماية دولية في ألمانيا”.
وزير العدل الألماني ماركو بوشمان: “المغادرون من روسيا هربا من التعبئة الجزئية لعناصر الاحتياط بالجيش، مرحب بهم في ألمانيا”.
تبعات التعبئة

سادت حالة من القلق بين الروس على مدار الـ3 أيام الماضية، لتخوفهم من تحوّل قرار التعبئة العسكرية الجزئية إلى تعبئة عامة في ظل احتدام المعارك في أوكرانيا. ورصدت تقارير إعلامية بعض المؤشرات:

ارتفاع أسعار تذاكر الطيران المغادرة موسكو.
نفاد تذاكر أغلب الرحلات المغادرة موسكو للأيام المقبلة.
زيادة حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا.
ارتفاع معدل البحث عن “مغادرة روسيا” 100 مرة على محرك البحث “غوغل”، وفقا لتطبيق “غوغل تراندز”.

أسباب الخطوة الألمانية

وعن اتخاذ ألمانيا هذه الخطوة بشأن الروس الرافضين للخدمة العسكرية، يقول السياسي الألماني حسين خضر:

“الحكومة الفدرالية أظهرت بموقفها أنها حكومة منفتحة لقبول الروس الراغبين في مغادرة بلادهم بعد قرار بوتن، مما يجعل الخطوة جيدة للغاية لتزايد أعداد الروس الرافضين للمشاركة بالحرب وفرار بعضهم للغرب”.
“دعم هؤلاء الأشخاص بمنحهم حق اللجوء أمر ضروري وحتمي، فهم أصبحوا معارضين للنظام الروسي، ويمكنهم التقدم بطلب للحصول على اللجوء بسبب احتمالية تعرضهم لخطر، وهو أمر يتطابق مع القانون الألماني وعمل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين”.
“قيادة ألمانيا للمشاورات مع شركاء الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، لا سيما أن عدد طالبي اللجوء من روسيا لألمانيا تزايد الأسابيع الأخيرة.

آليات التطبيق

المتحدث باسم الداخلية الألمانية، ماكسيميليان كال، أوضح أن:

آلية اتخاذ القرار لدى المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، الخاصة بطالبي اللجوء من روسيا، تغيرت في أبريل، مما يجعل حالات رفض الانضمام للخدمة العسكرية سببا لطلب الحماية.
تتضمن الإجراءات المتوقعة لقبول طلبات اللجوء، التحقق من دوافع كل شخص قبل الموافقة، والتأكد من أن طالب اللجوء ليس شخصا تابعا للدولة الروسية وجاء إلى أوروبا بتكليف من الحكومة.
وفي هذا الصدد، أوضح خضر أن “منح اللجوء هو قرار لكل حالة على حدة، ويتطلب فحصا أمنيا ومعرفة من يريد القدوم إلى ألمانيا، وبالأخص مع أفراد الجيش الروسي”، مشيرا إلى استمرار الفحص لحالات اللجوء الحالية.

مئات الطلبات.. ألمانيا تلقت حتى الآن، 438 طلبا من روسيا، عبر برنامج مصمم لتوفير الحماية للمعارضين، نظرا لأنه ليس هناك أي برنامج استقبال خاص لحالات الروس الفارين على مستوى دول الاتحاد الأوروبي.

تحديات الخطوة

وحول إمكانية التوافق داخل التكتل الأوروبي بشأن آلية التعامل مع الروس المغادرين لموسكو، يؤكد خضر على أنه “ليس من السهل دخول الروس الفارين إلى أوروبا”، لعدة أسباب:

السبب الأول هو أن دخول المواطنين الروس أصبح أكثر صعوبة منذ منتصف سبتمبر.
السبب الثاني يتعلق بزيادة رسوم التأشيرة السياحية الجديدة من 35 إلى 80 يورو.
السبب الثالث يرتبط بأن تطبيق آلية التأشيرة الإنسانية يستغرق وقتا أطول بكثير من تأشيرة السياحة.
في 15 أغسطس، طالبت دول شرق أوروبا بحظر منح الروس تأشيرة سياحة.
في 31 أغسطس، توافقت دول الاتحاد على تعليق اتفاقية مبرمة مع روسيا في عام 2007، لتسهيل إصدار تأشيرات إقامة قصيرة لمواطنيها، مما يجعل حصولهم على تأشيرات أمر بالغ الصعوبة.

اترك رد