*”خشخاش الأصدقاء” الأزرق أو “الأفيون” البديل ! —- *أعدّه:لخضر خلفاوي*

منبر العراق الحر :—-

-الخَشْخَاش : باللاتينية يدعى Papaver) من الأجناس النباتية و ينتمي إلى الفصيلة “الخشخاشية ” الضّامّة ما بين 70-100 نوعية هكذا نباتات، و منها ما هو أحادي الحول و ثنائي الحول ( أي يظهر في حولين ) و فيه ما هو معمّر ( دائم ).
***
الخشخاش له زهرة متعددة و مُختلفة الألوان .. منها البيضاء و الصفراء و البرتقالية أو الحمراء أو الزهرية اللون و تعد نبتة ( شقائق النعمان ) نوع و صنف من أنواع الخشخاش اللامُخدّرة مقارنة ببعض الأصناف .. تنمو و تزدهر نبتة “الخشخاش”
في المناطق الباردة . الفريدة التي تنمو في أقصى الشمال في ” غرينلاند*” (الأرض الخضراء) la terre verte / خلال فترة الصيف القصيرة كما تزهر لأيام قليلة أيضا .
الخشخاش له أصناف عدة كثيرة كما سلفنا الذكر ، ويستخرج و يُستخلص من “جوزة نبتته ” الخشخاش المُنوّم” ، مادة ( الأفيون – العفيون ) و ( المورفين المُخدّر و الهيروين ) المشهورة في عالم المخدرات!
***
للعلم فإن وجود الخشخاش كنبات متنوع مرتبط بوجود الإنسان ، أي منذ غابر الأزمنة و العصور
استخدمت باعتبارها من المُسكِّنات الطبيعية طبيا و كذلك مُخدِّراً في الاستخدامات الطبية و يدخل أيضا في تركيبة العقاقير المستعملة .. و للخشخاش بذور تصلح للاستهلاك و الأكل .
***
يُذكر أن الخشخاش كان له حضور قوي و رمزي في “حرب الخنادق”* -(1914/1918),الحرب العالمية الأولى .
* هي من الحروب البرية حيث اعتمدت على استغلال الخطوط و الجبهات العسكرية القتالية المحتلة.سُمّيت كذلك كونها تحتمي القوات المحاربة بشكل جيد من طلقات نيران الأعداء ، الخنادق تؤمّن بشكل كبير من قصف المدفعية . و دامت هكذا حروب لسنوات عديدة مثلا -في الجبهة الغربية – خلال الحرب العالمية الأولى. (1914/1918), انطلاقا من هذه الظروف و الأحداث التاريخية من القرن الماضب أُطلق عليها بعد ذلك اسم «حرب الخنادق» و هو مرادفا لحالة الانعتاق و الانفراج العسكرية/ حرب الاستنزاف والحصار، ولا جدوى من استمرار القتال.[1] للإشارة لقد تزايد الاستخدام العسكري لحروب الخنادق لمّا صَعُبَ الأمر – عسكريا – على تحركات القوات و صَعُبَ عليها مواكبة ندا للند التطورات المهولة في القوة العسكرية المُضادة.

-لهذا خلال تلك الظروف و السياقات تم استهلاك و أكل بذور ” الخشخاش” في “فلندرز*”(فلاندرز هو الجزء الشمالي الناطق بالهولندية من بلجيكا) في تلك الحرب الطويلة عند (خندقة الجنود) أو القوّات العسكرية -المُرابطة- ؛ و عليه أصبح نبات “الخشخاش” رمزا تُحيى به ذكرى الجنود الذين قضوا و استشهدوا أثناء تلك الحرب . من هكذا تفاصيل تاريخية أُطلِقَ على “الخشخاش” -سياقيا – بخشخاش الأصدقاء -!، هذه النبتة التي تنوّم و تُخدّر و تخفف و تنسي من الآلام الحربية و جحيمها و الجراح و العطوب التي تعرّض لها الجنود.
**
‎ نقول تمحْشَش: أي دخّن حشيش ..
‎و عليه نقول ( تمخْشَش) فلان أي دخّن الخشخاش .. الأفيون..أي تناول نباتا مخدّرا أو معدّلا للمزاج !.. و نقولي العرف العربي حسب المناطق و خاصة في المغرب العربي : (فلان محشش/ أو حشايشي)، أي فلان مبسوط دائما و هي كناية على -إدمانه – و تناوله الدؤوب للحشيش المخدّر.. الذي ينظر إليه المستهلك ب((مُعدّل المزاج !).
***
-الخشخاش (الأرجيموني و الأبجر) و غيرها من الأنواع حسب المناطق و كذلك – الخشخاش الاصطناعي – . هو كذلك -حسب رأيي الشخصي الذي لا يلزم أحدًا ؛ أنّ ( الماسنجر ) هو زهرة أفيونية هذا العصر ، بديلة بامتياز ، رقمية ، افتراضية ، زرقاء- مقترنة بحقل ( الفيس) الأزرق المهول المترامي -بعد نسف كل الحدود – من شمال الأرض إلى غربها و من غربها إلى شرقها ، حيث سحق تعداد مستهلكيها ( الأصدقاء) في خنادقهم ( حجراتهم المغلقة ) كل الأرقام و نسب الإدمان فاقت بأضعاف مضاعفة نسب إدمان الخشخاش الطبيعي ..
-يجدر بي القول إذن أن من ” تمَنسَجَر” معناه 🙁 تخشخش) ، أو -تمحشش- رقميا أو افتراضيا . -فلان ممَنسَجَرْ؛ تعني أنه مدمن و مُخدّر باستعماله للمسنجر!.
****
—-[*١] عن ويكيبيديا بتصرّف
-١)غرينلاند: هي تقسيم إداري ذاتي الحكم داخل مملكة الدانمارك و هي أكبر جزيرة في العالم .. تقع بين المحيط المتجمد و الشمالي و المحيط الأطلسي ؛ شرق أرخبيل القطب الشمالي .
****
—١٠/٤/٢٣/باريس الكُبرى جنوبا .
.

 

اترك رد