منبر العراق الحر :
جئني بمن في الحكم يبلغ منزلاً
يحمي الضعيف أذا طغى استكبارُ
يحنو عليهِ و يقتفي أحوالَهُ
ليلاً ولو حجب الضياءَ ستارُ
وسألتُ نفسي والفؤادَ و هاجسي
هل من عليٍّ يُطلَبُ الأيثارُ
أم في علي أم شجاعتهِ يُرى
أن الرواية نقصُها استفسارُ
أم في البليغ من الكلام ورائع
لم يرتقِ بالفكر ، وهو مَنارُ
لله درُّ العابدِين، ونهجُهُم
يمضي الى الإصلاحِ ليس يَحارُ
دعواتُ أمي لم تزل في مسمعيْ
نادي علياً إن أردتَ تُجارُ
ولقد عرفتُكَ سيدي من سابقٍ
في الفهم حيث الماءُ والأحجارُ
و الزرع والنهرُ العظيمُ و ملعبي
لما ارتويتُ فأينعت أثمارُ
أفديكَ يا سراً بدا في حينه
بل قبل ذاك الحينِ أنت فنارُ
أفديك إني لم أزل أخطو لكم
خطواً حثيثاً و العظيمُ يزارُ
فعرفت أن الأوصياء ملاذُنا
ولطالما قلت الهنا دوّارُ
لكنّ من فرط الهنا في قربكم
قلت : اقتفي، يانفس و هوَ مسارُ
يا أيها البطل الذي في عهدهِ
ما طال ظلمٌ صابراً أو عارُ
يا أيُّها العلمُ الذي من عدلهِ
سُنَّت قوانينٌ لها آثارُ
فتناقلت فيضَ المآثر عُصبةٌ
بل قد تنادى فيضَها الاحرارُ
تبكي السماء لموتِكم يا سيدي
والارضُ حتى نوديَ : ٱستنكارُ
إيهٍ أبا حسنٍ ولست بقادرٍ
أُوفي الكلامَ و دمعيَّ المدرارُ
إني سألتُك يا إمامُ شفاعةً
يرضى بها الأهلونَ والأخيارُ
طالب الكناني
