( الشواطئ ) ….بقلم نهاد عبد جودة

منبر العراق الحر :
مرابض الذكريات المسكونة بالحنين , انتمي اليها بشغف خرافي وتشدني اليها روابط متمردة على النسيان , امارس فيها طقوس خلوتي المزمنة , اتصفح حكايات الزمن المنسي , ارسم على الرمال وعلى الجدران العتيقة ملامح حبيبة الامس المفقودة , فستانها الزاهي , حلكة شعرها الغجري , ابتسامتها الساحرة , في دوامة التصورات هبط خيالها من تلافيف الاثير , قبل أن التقط أنفاس التوقعات عانقتني , احتوتني بين ذراعيها , أغرقتني بقبل محمومة , ملأت انفاسي بعطرها المذهل , كلماتها همسات تنساب بلطف كنغمات اوتار عاشقة او انين ناي حزين , نغمات تُخفي بين طياتها مراثي الفقد , حدثتني عن حجم الخراب الذي عبث في ارشيف ذاكرتها , اختزلت رحلة الزمن الطويلة بكلمات متقشفة باختصاراتها ومرعبة بمدلولاتها , هاجمتني جيوش الهواجس , أخشى ان يكون حضورها وهماً نسجته مُخيلتي الموبوءة بسقم ألامنيات المستحيلة , جلست قبالتي , مشرقة كزهرة برية , ترتشف قدح الشاي بأناقة , قبل ان ادون مفردات الشوق , قبل ان ارسم ملامحها الثرية بالجمال , تبخرت في الافق كغمامة بيضاء , بريق فستانها يرفرف مع اجنحة النوارس التي يزدحم بها الشاطئ , سرقت مني اليقظة أروع لحظات حالمة , لذت خلف جدران الصمت , خلف هيكل روحي المنهارة , تدوي في مسامعي قهقهات العشاق وزعيق النوارس وعربدة الامواج

اترك رد