منبر العراق الحر :
اجتهد المحتل الامريكي بصناعة بضاعة سياسية عنوانها “الديمقراطية” لدولة خرجت لتوها من نظام عسكرتاري _ديكتاتوري استغرق نحو نصف قرن !
التفت المحتل للاحزاب التي جاء بها من خارج العراق وأعطى لها ” مجلس حكم” بإجراء صوري ، ولأنها أحزاب طائفية وقومية ، فقد جاء لها بدستور يعتمد التمثيل الطائفي والقومي ، أي إنهاء مشروع المواطنة العراقية .
وكونها أحزابا منقطعة عن التواصل مع الداخل العراقي ، فقد سعت لتكريس وجودها من خلال التمثيل الطائفي _القومي _الديني _الاثتيني ، وكان الشحن الطائفي ثم الحرب الطائفية والأهلية محاولات عزل ابناء الشعب الواحد ، ومحاولة إيصال الطائفية السياسية للصراع بينهم ، وهكذا استطاعت الاحزاب الشيعية_السنية أن تجد لها حواضر شعبوية مؤيدة، وبجاذبيةاغراء بمساحات من السلطة والمال .
*الاحزاب الاسلاموية والقومية التي أوكلت لها مهمة النظام الديمقراطي ، لم تكن أحزابا ديمقراطية و إنما هي احزاب عوائل وراثية ومنغلقة ولها تبعيات خارجية صريحة .
*ثروات البلاد واكثر من الف مليار دولار واردات العراق خضعت لإرادة هذه الاحزاب وممتلكاتها ، فأصبحت اقطاعيات مالية وشكلت قواعد حماية لها في الدولة العميقة وسيطرة على رأسمال الدولة الرسمية .
حولت عملية الانتخابات الى صفقات تجارية وعشائرية وصفقات تشريع وفساد وتزوير وحرق وقتل وغيرها ، المهم أن تبقى السلطة تحت سطوتهم ونفوذها .
*واقع حال التجربة السياسية العراقية يؤكد بأدلة متزايدة عدم قدرتها على الاستمرار بالسلطة ، بعد أن عجزت عن انجاز مشروع الدولة، وتحقق القطيعة الجماهيرية الواسعة بينها وبين الشعب ومقاطعة نحو 80% منه للانتخابات ، وتزايد مظاهر الاحتجاج والتظاهر والرفض بجميع مدن العراق .