منبر العراق الحر :
لم يكن لون السماء كما اعتادت عليه، فهي تراه ملبداً بالوان السحر رغم النهار الذي تسمع صوت زقزقته مع العصافير التي تطير في كل مكان.احست انها اشارة سماوية ان ظاهرة كونية ستحدث فالانواء اعلنت عن خسوف قريب. لكنها لا تأبه كثيراً لخبار الانواء الجوية وتكهناتها.
احست بخفقان و بسرعة فائقة حين لمحته من بعيد، فاجابته بغضب حين اقترب منها وهي تعبر الطريق ذاهبة الى الطرف الاخر من العالم، فنظر اليها بهيام وسألها:
– كيف حالكِ؟
-تصمت كل هذا الصمت ولا اراك ابداً وتختفي كل هذا الوقت وتعود لتسألني كيف حالي؟
– نعم ، اختفي كي تبحثي عني ولا تتعودي وجودي فتمليني!
لم تجبه لكنها نظرت اليه بدهشة!
– نعم، اصمت كي تناديني… فانت حين تناديني تزدان سمائي والاشياء تضحك من حولي، يخضر العالم ويتبرعم الفرح في حياتي… فانت كل ما اسد به رمقي فيختفي جوعي، ألا يحدث معك ذلك؟ لو كان يحدث لك ما يحدث لي فانك حتما تعرفين معنى ان تتضائلي لانني اختفيت، او لانك لا تشعرين بالشبع بسبب انحساري!
الا ترين ان التقائنا يحدث الخسوف فنحن رغم اختلافنا نعشق بعضنا ولاننا لا يمكن ان نلتقي فاننا حين نلتقي صدفة يحدث الخسوف فنحن الشمس والقمر…نعشق… ولا نلتقي الا بظاهرة كونية يستحيل استمرارها!