أيها الثوب شكرا….نجلاء الرسول

منبر العراق الحر :
.
كان يمكن أن أصطاد السمك الصغير
من نص ساخر
كان يمكن للنهار أن يكون خاسرا وأمضي
أترك للوحاتي الخوف
أسير كما سارت القصائد في حسراتها
أمنح الظهيرة قيلولة الظلمة فيك
ويسير الحزن مهاجرا باسمك العظيم
هكذا أدير شؤون موتي
هاربون تماما
غامضون تماما
لم يشر إلينا أحد !
كنتُ القادم من الصرخة
من شغب المشانق العلوية
من ثوب الفزع في ذاكرة الجسد
من حذر الصباحات وغفلة الصياد
من كل شيء إلا أنا
قد لا أحلم الآن بالمرآة
وبالطائر الذي يتفاءل بسوء الحظ
من غبار يتلف البراهين
أغامر على الريح إن وثقت بكفها
وسلمتنا لموتنا آمنين
فأي عمر تختبر حين توقف الوجود قبلك
على نافذة تراكم الليل عليها ؟!
فخذ من الموت بوصلة التيه واذهب
لتمارس زوالك على إطلالة من الشك
ومهما يكن قاسيا هذا الذي يصعد منك
أو ربما لأنني الحيوان الوحيد الذي مات حرا
أسهل شيء
أن تكون الملعون دائما
أن تكون الأرض المنبوذة منهم
وقلبك هو المخلوع من الحب
أسهل شيء أن تموت دون أن تدري
وتتلون الأرض بجثتك
أخوض هذا الغيب
ومن جبة الشعر يسقط ظلي المهمل
الأشد دمامة من الحياة
وحدك ستهديني أيها الشيطان
إلى وحول هذا العالم البارد
مثل ميت يتفقد أصابعه
كلما تذكر إصبع زوربا
وهو يرقص قرب البحر
أدوس اللغة منتشيا
تعصرني الخلوة الأكثر نبلا
من إيقاع فراغ يشبه نباح العراء
لم يمت أحد تماما
لكنني الآن أجلس بدوني
في مثل الغياب
في مثل اللهفة والرحيل
كالرسول الذي لم يؤمن به أحد
لتكن كل ما تريد
بطل الرواية الذي ما طعن في المشهد الأول
لتكن سوء الفهم
وموجة الصداع في رأس قبرك
لتكن اللون الداكن في الشجر
حين يمر الموت وهو يبحث عن الضحية
لتكن كل ما تريد في فِيلمك الوثائقي الأخير
ويكون الموت أخفٌ
إن لم يكن هناك من يشبهنا
.
نجلاء الرسول

اترك رد