منبر العراق الحر :
يتهيّأ الإنسانُ في مُجتمعاتِنا العربيّة إلى تقمُّص ِ شخصيةٍ مُركَّبة يبدأ تكوينها ابتداءً من الأسرة والمدرسة؛ إلى العمل والمجتمع فالحياة. ذلك التكوين أوصلنا إلى ما نُعاني منه الآن، وهو نَتيجة مُمارَسات هذه المُجتمعات على عقل هذا الإنسان الذي يَخلقهُ اللهُ على صورتِهِ ومِثالِهِ.
والذي يبدأ بعملية “تَهجين ٍ” للعُقول وتَثبيتِ أفكار ٍ ومُعتقدات تحطُّ من قيمةِ وقدرةِ عقل ِ الإنسان على الإبداع. فيتعطَّلُ نُموّ الفِكر و(يتهجّن) مُلتَحِقاً بالمَجاميع في أول ِانتِسابٍ لهُ لـِ [الكَسَل العَقليّ]!
وتبدأُ هنا رحلةُ تَحنيط ِ هذا العقل والعمل على مُحاربة أيّ ظاهِرة تَبدو فيها مُمارَسة طبيعيّة له. وتظهَرُ ثِمارُ هذا التّهجين حين يبدأ “هَزُّ الرُّؤوس” مِن قِبَل ِ الأولاد على أيّ شيءٍ يسمَعونَهُ ؛ فلا داع ٍ للسؤال أو التساؤل أو الإعتِراض، فكُلُّ ما يُقال هو مُنزَلٌ من عند الله!
وهَكذا.. حَتّى يُكوِّنَ الإنسانُ قَناعاتٍ ثابِتة “مُتَطَرّفة” في تَأصُّلِها ومنحازة في اِتّجاهِها، فالحُكمُ على أيّ موضوع؛ سَواؤٌ أكانَ طَرح أو خَبر، هو جاهِز مُسبَقاً قبلَ أن يبدأ بالسمع أو يقرأ العنوان.
وبِهذا يُريح الإنسانُ عَقلَهُ من التّفكير والتّحليل والتّحَقُّق من أي شيء؛ فأيّ فكرة تُطرَح مُختلفة عن هذه القناعات، هي حَتماً غير صحيحة، لا بل هي رِجْسٌ مِن عملِ الشّيطان … وما أدراكَ ما الشّيطان!!
الكسلُ العقليّ – ذلك الداء المُكتَسَب – ما زال يعتقِل الطفلَ والإنسان العربي في مجتمعاتِنا. الطفل هو المستقبل، ولن يُبنَى وطنٌ مستقبله مُعتقَل.
_____