معارك مستمرّة في السودان وشروط للتفاوض

منبر العراق الحر :

تبادل الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة بالتزامن مع استمرار المعارك. وفي السياق، حدّد كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي) شروطهما للتفاوض وإنهاء الصراع في البلاد.

وأشار الجيش، في بيان أمس الجمعة، أنه “بالرغم من موافقة القوّات المسلّحة على تمديد الهدنة المقترحة من الجانبين الأميركي والسعودي إلا أن المتمرّدين استمروا في خرقها، مما تطلّب التعامل العسكري مع هذه الخروقات”.

وأضاف: “استمر القصف العشوائي بالمدافع في بحري وأم درمان والخرطوم لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق لاستخدامها كمرابض للمدافع، وللقنّاصة على أسطح البنايات العالية منها”، متابعاً: “سيطر المتمرّدون على مستشفى الخرطوم بعد طرد الكوادر الصحية وإدخال أسلحة وجنود للمستشفى”.

وأشار إلى “استمرار القصف العشوائي بمحيط قيادة منطقة بحري العسكرية والقيادة العامة والهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي بالعمارات وموقع الدفاع الجوي بجبل أولياء جنوبي الخرطوم”.

بدورها، اتّهمت قوّات الدعم السريع الجيش السوداني، اليوم السبت، بمهاجمة عدد من مواقعها وأحياء سكنية بالخرطوم بواسطة الطيران والمدفعية.

وأعلنت في بيان، أمس الجمعة، “سيطرتها على 90 بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، وأن جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تماما بواسطة قوّاتها”.

وأضافت: “تصدّت قوّاتنا إلى عدد من الهجمات من قوّات الانقلابيين على مواقع تمركز القوّات إلى جانب الهجمات المتواصلة بالطيران والمدافع في مخالفة وخرق بائن للهدنة الإنسانية حيث تعاملت قوّاتنا مع القوّات المعتدية بحسم”.

 

الشروط والتفاوض
أشار البرهان، خلال مقابلة صحافية، إلى أنه لا يمكن الجلوس مع حميدتي لأنه يقود “تمرّداً ويجب إنهاؤه”، مضيفاً: “لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوّات المسلحة أو قتالها من كافة الشعب السوداني”.

وتابع: “المتمرّدون يتّخذون المواطنين دروعاً بشرية. لا توجد قوّات للمتمردين خارج الأحياء السكنية إطلاقاً”.

وذكر أن “الجيش يمكنه حسم المعركة في وقت قصير جداً، ولكنه يعمل للحفاظ على البنية التحتية وحماية المدنيين وهذا من باب المسؤولية الوطنية”، معلناً أن “الجيش يسيطر على كل السودان سوى بؤر قليلة في دارفور سيتم حسمها قريباً”.

من جهته، حدّد حميدتي شرطاً للمفاوضات مع البرهان وهو وقف العمليات القتالية. وقال في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “لا نريد تدمير السودان”، محمّلا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.

وأشار دقلو إلى عدم وجود أي مشاكل شخصية مع البرهان، متّهماً إياه بـ”جلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة”.

وأكد أنه يسعى لتشكيل حكومة مدنية في السودان بأسرع ما يمكن.

ومنذ 15 نيسان (أبريل)، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة البرهان والدعم السريع بقيادة حميدتي.

 

اترك رد