السلاح الفتاك ….كريم خلف الغالبي

منبر العراق الحر :
اخطر سلاح لتدمير الإنسان هو استخدام شعارات إنسانية لتحقيق أهداف ليست لها صلة بالإنسانية ، فحقوق الإنسان وتبادل السلطة ومحاربة التمييز العنصري والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص وغيرها من الشعارات التي تنادي بها الديمقراطية ، كلها مطالب براقة يسيل لها لعاب الشعوب المضطهدة من قبل أنظمة دكتاتورية ، فأصحاب هذه المبادئ يعلمون جيدا أنها تصبح سلاح فتاك لتدمير تلك الشعوب التي يسودها الجهل والفقر والتعصب والتناحر لذا فإنهم سعوا لفرض نظام ديمقراطي يؤدي الى تدميرها وضعفها ونهب ثرواتها ، خصوصا عندما يكون هذا النظام بايدي لصوص تم تدريبهم خلف الكواليس ، فمنذ تغيير النظام في العراق والذي ذاق منه الشعب العراقي الويل والثبور نتيجة القمع والحروب والتشريد والسجون والتعسف والقهر ، انطلق الشعب العراقي بلا شعور يحيي الدبابات الأمريكية ويلوح لطائراتهم بايدي بيضاء ، ماعدا الذين كانوا جنودا مجندة لذلك النظام الذي انتهز البعض منهم فرصة غياب السلطة وهرب إلى الخارج أو انخرط تحت شعار حشر مع الناس عيد أو جلس حبيس الدار يراقب عن بعد الأحداث ، وخلاصة الأمر حصل ما حصل وكانت نتيجة :
– الديمقراطية أطاحت بكل القيم النبيلة .
– مزقت نسيج المجتمع العراقي .
– أوجدت أحزاب متناحرة لا هدف لها سوى السلطة .
– فتحت كل المنافذ لنهب ثروات العراق .
– اشاعة الفساد وصنعت ظواهر منحرفة بين الشباب والرجال والنساء.
– أضعفت قوة العراق وكونت مايسمى بالجيش العراقي الذي لا تجمعه وطنية ولا كلمة ولا عقيدة .
– منحت الفرص للفاشلين والانتهازيين أن يتسلطوا إداريا على مؤسسات الدولة التجارية والاقتصادية وخربت المؤسسات العلمية.
– أسقطت هيبة الشرطة والجيش العراقي وحولته إلى متفرج غير قادر على ضبط الأمن.
– مهدت للصراع الإقليمي والدولي وتكالبه على العراق .
– نالت من العقائد وسلطت عليها الألسن القذرة الفاقدة لمعاني القيم العربية الأصيلة.
– أثارت الشكوك في كل شيء ولم تبقي من الثوابت ما يمكن أن نجتمع عليه.
– فتحت نوافذ عارية من الفضائيات التي تهب منها روائح نتنة تزكم الأنوف.
– هدمت كل المعايير والمقاييس التي يمكن الرجوع إليها لتقييم الفرد.
– مزقت وهدمت الأسرة التي هي النواة في المجتمع العراقي.
– أطلقت الألسن وضاع الكاتب والأديب والمفكر والشاعر .
– ‏اثارت النعرات الطائفية والقومية والعرقية .
– ‏هناك الكثير الكثير الذي لا يغيب عن العراقيين حتى بح صوت الوطنيين والاكفاء والمتدينين المخلصين فلا حيل عندهم ولا قوة .. واخيرا عدنا ننظر من جديد إلى الأفق واحتسبنا أمرنا إلى الله الواحد القهار الذي لا يقهر عباده الا بعباده

اترك رد