*فاكهة الملوك! — *استراحة سريالية سردية كتبها:لخضر خلفاوي*

منبر العراق الحر :
***
حبّتان من الكرز
أخطأتا فصلهما
في سبات فصلي!
أُبتليتا بالفراق
مذ النشأة الأولى
اعتلتا كل منهما
تلّة تشبه رُمّانة شامية
بعيون إغريقية
أو كأنها هي ..و لم يُشبّ لهما.
بشرتها
ملساء كما حريرٍ قَوقازيٍ
-كتّان القوقاز يليق بالكرز
اليانع..
كل حبّة صلبة
لا تهزها الرّياح
هكذا هو عندما يشتدّ
عود الأغصان .
ثمرة سهلة ممتنعة
كما ( الأمازونيات)؛
-الإناث المُحاربات-
المُقاتلات في كل الفصول.
***
-قدوم الشتاء،
هرولة الصقيع،
و البرد لا يثني
انتصابهما
و تَناَهُدِهُما بالتوازي
كلّ منهما تَرقبُ و تحرسُ الأخرى
و تتبّعُ أخبارها
“في تغنّج الشباب تنهّدتْ:
-أنا أنْهَدُ منك!”
قدرهما أن يبقيا متباعدتين
و لا يجتمعان إلا عندما تُرعِدُ عليهن
شهوات الملوك.
**
في حقل الفاكهة
مرّ ملكٌ بضيعاتهما
كل ضيعة تطلبه
تتصّنّعُ هزيمة الرّيح لغصنها..
تهتزُّ بلطفِ ساحر!
تتمنى أن يحط رحاله
و يجمع بين الجارتين
المتلازمتين
أُختان من الرِّضاعة
لنفس الشجرة …
توأم متباعد مذ المنبت
الأوّل..
**
أشارت إحداهما
للأخرى هامسة بطرفة
عين برّاقة:
-“الملوك شرهون في
تذوّق كرز البراري العذري،
هم يدرون أن جنسنا يقاتل حتى و هو “مُسبِتْ”.
يا أُخيّتي ، إنّ الملوك كلّما توغّلوا حديقة
و لمحوا حبة كرز إلا و اشتهوها
ثم ما يلبثوا أن يلتهموها !
أهَل جاءنا ليعدّل انتفاء الفصول !؟
أليسَ الملوك يا رفيقتي كلّما دبّت أقدامهم
على أرضٍ إلا و أصلحوها ..
كذبت ملكة سبأ و صدقت
آلهتنا؛ أمّ الكرز العظيمة !
تُرى يا رفيقتي ..من يقع عليها قدر
الفناء الجميل بين شفتيه !؟”.
***
احتار في أمرهما
أيّ من الكرزتين
يجدر به مذاقها!
شبّ خلاف ثمري في
سلة الثمار
عند ملامسة إحداهن
انتفضت كل من الرّمّانتين
و اهتزت أعشاب
مُحتمية بين ظلال مجرى
السّاقية المقدّسة
أوَ يُسمحُ بمرور
الملك الخَيّالْ
و يبلغ و جواده الأدهم
مصبّ و منحدر مجمع الحديقتين.
***
صالح الملك بعد مروره
فاكهته مع باقي
الثمار
و عانقت محتضنة
حبة الكرز جارتها الملازمة
و ذهب الغضب
عن الرّمانتين الغائرتين
بعد انتهاء مناسك
الصفا و المرة
في ذالك العام
من ذي الحجة !
الحمد لله و غفرَ لمن
جمع بيننا بخير؛
قالت ثمرات السلّة!
—-
*باريس الكُبرى جنوبا
ماي ٢٠٢٣.

اترك رد