منبر العراق الحر :
لا شيء هنا سوى تنهيدة تهرول
إلى أقاصي حزن بحجم غيمة.
.
الشوارع تلفظ غبارها
على الأطفال المرحين
تلون جدرانها بوحل أقدامهم الصغيرة
لا خوف عليهم من الطوفان
تزرع الأشواق الثكلى
يقتاتون منها كضوء ماء.
____________
الشوارع بيت كبير
يحتضن خطواتنا
قبل أجسادنا
وجوعنا قبل شبعنا
ودموعنا قبل فرحنا
وغربتنا قبل عودتنا
جنائزنا قبل قبورنا…
الشوارع الملجأ الوحيد
للموتى والحمقى
وقلبك المسكون بالشمس
وهي تداعب وجهك بخيوط دفئها.
____________
الشوارع ذاكرة المشهد في رأسي
في مقهى صبور
يرتب أصوات المارة بلا معنى
ويعلق أعلى مخيلته صورهم
وحادث سير تنفر إلى صدره كل القطط
إلى أرصفته الوحيدة…
الوحيدة في مستنقع الريح
التي تجر أرجل الجميلات
والأصدقاء الذين لا تشبه
أوصافهم أرواحنا.
____________
في الشوارع نشم رائحة الدم
القهوة
العشاق
عبق الوجوه خلف الشبابيك
جثث ملونة على جسر جريح…
وبيكاسو يضحك هناك
لا يملك سوى نصف نجمة
وصندوق يحمل رسائلنا وقيثارة
دون أن يبادر بتلوين أسرار العابرين
ونهر جاف كأوجاعنا.
____________
الشوارع كأطياف عصافير تغادر أصابعي
وكأمهات يبحثن عن الله في قلبك…
لا شيء هنا سوى تنهيدة تهرول
إلى أقاصي حزن بحجم غيمة
لم يكن في الحسبان
ولم يكن مكتوباً على شفيف ابتسامة
أخطأت طريقها إلى فمك.
.
ليلى إلهان
اليمن