خطوات الصدر الأخيرة درس بليغ في السياسة…احمد ساجت شريف

منبر العراق الحر :

شكَّل انسحاب السيد مقتدى الصدر من البرلمان رغم كونه يمتلك الكتلة الأكبر صدمة مدوية في صفوف خصومه ومؤيديه على السواء ، ويبدو واضحاً أنه اتخذ هذا القرار منفرداً من دون الالتفات إلى أحد وهو يعلم علم اليقين أنَّ هذه الخطوة تعني البدء عملياً بهدم النظام السياسي الذي ولد مشوهاً على يد الإحتلال والذي حاول العمل على إصلاحه لسنوات طويلة عبر ممثليه وهم في الغالب ممن أحدثوا شرخاً مع قاعدته الجماهيرية التي برهنت أنها الأقرب والأكثر انضباطاً وتنفيذاً لقرارات الصدر لاسيما بعد أن انشق عدد كبير ممن كان ينتمي إلى التيار ( سياسياً) بعد أن انحسرت مساحة المصالح والإمتيازات ، تضحية الصدر بهذا الثقل البرلماني يشير إلى أنه يعمل من جهة أخرى على إعادة الهيكلة الداخلية التي من شأنها أن تشكل حافزاً للقاعدة التي أخذ منها الخذلان لسنوات عديدة جراء أخطاء لم ترتكبها وهو بذلك يعيد للثقة مسارها في صفوفهم ويعطي درساً جديداً في لغة المواقف الأصيلة التي افتقدها عراق مابعد 2003. حاولت العديد من الأطراف الداخلية والخارجية من شخصيات وأكاديميين وإعلاميين ومؤسسات ثني الصدر عن قراره ومحاولة إيجاد صيغ قانونية للعودة للبرلمان وبعضها حقيقة وممكنة التحقق إلا أنه بقي مصراً على موقفه واضحاً عنيداً رغم كل ذلك وكأن الرجل يريد أن يضعنا أمام سؤال عن العدالة المفقودة التي عمدت كل القوى على تذوبيها من أجل وجودها وعمد هو بطرق مختلفة على تأصيلها ولكن هذه المرة كان الأمر أكثر إختلافاً بعد أن عاد إلى تصفير الوجود السياسي وهي خطوة لا يمكن أن تمر من دون تفكير الجميع بذلك من الخصوم والمنتمين مختلفين أو متفقين معه ومع تياره وإيجاد صيغ مماثلة من أجل التغيير الجذري الذي لا خيار غيره في ظل وجود قوى وشخصيات تعمل على تحييد الجميع بل ضد الجميع كما عبرت الممثلة الأممية … خطوات الصدر الأخيرة درس بليغ في السياسة رغم أن الثمن كان باهضاً جداً.

اترك رد