منبر العراق الحر :
لسْتُ شاعرةً لأقارعك الكلام
منهكة أنا من الشّوق إليك
هو عشق يرنو أمانا
يخاله لديك
لسْتُ إلهةً إغريقية
لسْتُ أنثى بملامحَ أسطورية
حكاياي تبعث على السأم
مرآتي وضوحُها مرعب
عُدْ حيثُ أنت
أنا من المغضوب عليهم
والضّالين
اِرتكبْتُ كلَّ المعاصي التي تتخيّل
ولا تتخيّل
نافقْتُ خنْتُ وبعْت
جلسْتُ على ثقوب اﻷبواب
وعلى عتباتها
ضاجعْتُ جسدي واضطهدته
حمّلْته أطنانا من القاذورات
والتابوهات
و…
تحبني؟
أيُّهن تحبّ ؟
مريم التي لم يمسسها رجل
أو لوليتا التي أغوت كل الرجال
تيريزا التي عانقتِ اﻷبرص واﻷقذر
أمْ تلك الحاقدة على العالم أجمع
أمّي قالت أنّ مأواي النّار
وأنّني خبيثةٌ وأنّني خرقاء
وأنّني ﻻ أؤتمن على أتفه اﻷسرار
وأنّ الشّيطان منحني كّل ما عنده
وأنّني منذ طفولتي اﻷولى
عجوزٌ شمطاء
كان يوما ضربني أبي ضربا مبرحا
ﻷنّ ابن الجيران حدّثني
وقال أننّي أنثى
وأنّ ليَ أعضاء
طاردتِ اﻷرض السّماء
علّمني حينها عصفور تائه
لذّة النحيب والرّقص والبكاء
كنْتُ أجيد الرّقص في المذبح
كنْتَ ترمقني من بعيد
وتنسى أنّني أنثى
كلُّ منحنى فيَّ يناديك
وتنسى أنّك رجل
ماذا تنتظر ؟
في الحزن أنا أصدْق
ومع الحزن أحبّك أكثر
أحبَّني بجنون ودون غطرسة
أحبّني وانسَ
ذاك الجنس واللون
والنمط والصّفة
تخطَّ أسوار اللعنة
مزّقْ خيوط اللعبة
أقبل عليَّ بشغف ونهم
ﻷعود روحا ترتدي جسدا
تخلعه ترميه
ونعود معا
عرايا من الشّك والخوف
والسّؤال
( لسْتُ بخير أبدا)
وفاء أخضر