امرأة جزلة …… ميسون اسعد

منبر العراق الحر :
امرأة جزلة ؛
تمشي على السطر مشبوبة القامة ،
تطرقه بكعبها ،
بخطى كورالية للصوت وصداه،
ومابين السطر والسطر، تفوح حياة أخرى ،
لكن ؛
من يقرأ ما بين السطور ؟!
امرأةٌ جزلة ؛
تنتحر عطاءً،
ثم فجأةً . . .
تنفجر كقنّبلةٍ موقوتة ،
على توقيتٍ باهتٍ ،
تصرخ بأعلى صوتها ؛
نضبتُ !!
ولا تكاد تكمل كلمتها ،
حتى تتفجر ينابيع عذبة،
من بين أصابعها الجافة ،
فتخضر الواحة الصغيرة حولها ،
بينما الصحراء الممتدة في قلبها ،
لا تستمطر أحدا !
امرأة جزلة ؛
توصد الكلمات ،
تدفن الأسئلة حيّة،
تكسر المرايا ،
تتبع نميمة الأفكار السّوداء،
فتقودها إلى سجنها العالي،
ذاك الّذي يشبه أعشاش الصّقور،
و بعد كل تحليقٍ ،
تضيف عوداً يابساً آخر ،
ليصير السّجن أكثر طراوةً
من الصّخر!
امرأة جزلة ؛
تموت وتولد ألف مرّة
كل يوم،
دون أن يغيّر ذلك شيئاً في ملامحها،
تجري في البيت كريح ،
وكزوبعةٍ ناعمة،
تلمّ أوراقها المتساقطة إلى حرج ثوبها ،
تنظر إلى الرّجل المقوس الظّهر،
وتبتسم،
وحدها تملك الوصفة السّحريّة للمعجزات ،
وحدها تعلم كيف تطهو نفسها ، على نارٍ هادئةٍ ،
وكيف تعيد بعث
الجسد ،بارداً نيئاً ،
جاهزاً لنارٍ جديدة ،
ولاحتراق آخر،
إذا اقتضى الأمر!
.
ميسون أسعد

اترك رد