Exif_JPEG_420

قصائد بنكهة الضوء ….نسرين حسن/ سورية

منبر العراق الحر :
عزيزي العقل..
أكتبُ لك هذا الصباح
حيث الشمسُ تسندُ كتفها على الضباب
قطرات الندى تسترخي بهدوءٍ
فوق أوراق الأشجار والحشائش الخضراء
تلمع كخيوطِ الفضّة
التي تربط أسرار الأرض والسماء
بصمتٍ ورفاهيةٍ وبياض
عزيزي العقل
أكتبُ في ارضٍ بعيدةٍ عن الدنيا
جانبي ضريحٌ لفاتنةٍ
عشقت الرّياح والحياة
فماتت بكثيرٍ من الحكمةِ
وكثيرٍ من الأغاني والحزن
أكتبُ وأجزاءٌ من السماء بقلبي
العصافيرُ لها بطونٌ من النور
الغيومُ ستبكي كأميرةٍ نبيلةٍ
الفراغُ كأنهُ صراخٌ مزعج
عزيزي العقل ..من اليوم
عليك أن تكون طفلا يحبو في قفصهِ
يحلمُ بالطيران عندما يموتُ نظيفاً كالقطنِ
عليكَ أن تكونَ حجرا في قاعٍ لا راس له
إن تعرفَ حدودك خلفَ جدران هذا الجسد
الغريب الطباع…البليدُ من الطين
عليكَ أن تحبو كمن فقد ذاكرتهِ
في غاباتِ الصنوبر
وعندما تجوع
لكَ الحقُّ بمصِّ عنقِ النهار
ليسيلَ الضوء ناضجاً كثمرة
عزيزي العقل…
لا معنى لك هنا ولا أبعاد
ستعلّقُ على الغبارِ كساعةٍ
يتدلى منها الزمنُ كقيءٍ
لا حريةَ هنا ..ولا شفاه امراةٍ من النبيذ
لاتحدّق بقوةٍ بثقوبِ قميصي
لم يعد للتفاحِ نكهةُ القصائد
وعروقُ الحياة تشبه الأرقَ
ايها العقل ..
كن ارنباً خرجَ لتوهِ من كتاب
ونظرَ في عيني كمرآةٍ
فرآني كليلٍ مقلوب
كمشهدٍ ماجنٍ
لسطوعِ النّار من القش
كفمٍ مليءٍ بالحكاياتِ والشقوق
شقوقَ الجدران يدخلُ منها ضوء القمر
لأنامَ كنغمةٍ راقيّةٍ
ترسمُ للصباح عينين من الفرح
نسرين حسن

اترك رد