غمرا لاطوفانا * *********بقلمي : ميساء علي دكدوك

منبر العراق الحر :
ياغارقا حد النشوة
أقسم بكل الوجوه
أنشطر كلما رأيتك تحترق
أو تغرق
أوتهاجر
أو تزين المكان بالحضور
تنكرت الأقمار والنجوم
سلال الثمار المقطوفة من شمسك
أحرقوا حصاد العمر
نسوا الأناشيد التي جمعتها لهم
من وديان العطش
ماذا أفعل وأنا مصلوبة على
نافذة ليل بارد ؟!
مددت كأسي للنهر
كسرها (انكي ) وغاب في أوردة
زهرة برية
غافلني النهر
ضمني إلى حطام ضفتيه
ضمني إلى أبجدية الخوف
صادر قبلاتي الجريئة
ناولني دربا للخوف
وأزهارا من جمر
سأشرب نبيذ العشق
أدعو ….
( أنليل ) يضرم ثمار الغيم في الكروم
ربما يعبرني الحريق
وأعوم بدوامة الضوء
ربما يستيقظ الراقدون
يسقون براعم الأغصان
ربما يورق كلام الرب في الصدور
أشرب آخر رشفة من كأسي فوق
شرفة الغربة ساخطة من وليمة
جائع انتحر في وجه الدموع والكآبة
شيء من الموت
فيه انحدار
فيه لهب الصوت
أيها النهر
أخفض جناحيك
فأنا تعلمت فنون النحيب و الرقص والرثاء
مررت بالخنساء
أدركت سر العطور المستخلصة من
النجوم
دخلت بحور الأبجديات
أتهجى الحروف التي شوهت ساعة المخاض
رجال من بخور
يحفرون في وجه النهر
يسيرون في عيون الديم
أيقظني الصوت
ثمة موج يصفق
صراخ يسيل ويحترق
إنه أنت
ضللني الموج
أتوه بكف الشمس
أتوه بعين القمر
تحتويني الأرض
أرى وجوها غريبة
أتهجى أبجدية طفوح الحقد من
العمق
أبحث عن الموصوفين
أرى جنونا عبقربا
أرى عبقرية الاحتراق
أرى نساء كأعمدة الغبار
أرى طوفان الشر نارا حد الترف
أنادي النائمين على أرصفة البؤس
أنادي الثرثارين الذين يجهلون صوت الحرف
أنادي الساكنين بوجه الريح المستمتعين
بالعزف على أوتار الكآبة والموت
ارتقيت تلة في شرفة الروح
شهدت عري السماوات
وشهدتنا أحطابا للحرائق
هل ألبس الصمت رداء وأمضي ؟!
لغة الصمت عواصف صارخة بنبضي
هل أتأبط قامتي وأغيب ؟!
قامتي أطول من الحاقدين ولو كانوا
طباقا
قلمي أفصح من أي كافر وملحد
لابد أننا سنرمي فصول الألم
لابد أننا سنفرح ونحن قاصدون النهر
لابد أن نصرخ بوجه الذين صلبوا العدالة
لابد أن ترنو عيوننا للفجر
يابؤساء المدائن المطعونة بسيوف اليمار
المغموسة بالنبذ
هل نادتكم ( إنانا ) المقدسة ؟
هل ناديتم ( أوتو ) ؟
هل سمعتم أمهاتكم ينادين ( آنو )
هل يفيد النواح والبكاء
هل تجدي النذور والقرابين ؟
هل يجدي السجود في محاريب الآلهة؟
هل ننتظر انتهاء اجتماع الآلهة
لتتحفنا بأمطار الكلام السخيف؟
لابد من ضوء يوقد نار الظلمة
يشد أذرع الليل إلى خارج مداراتنا
فأنا سكرى حد الصحو
لن أصاب بداء الكفر
ولن أضل الطريق إلى الشمس
سأفتح الشرفات
أمحو من آفاقي الدخان وحقول
الدماء
لابد أن تتكور القصيدة وتفيض الخوابي
خمرة الصهيل
لابد أن يمتلىء الفراغ
اللحن يدور ، ويدور
والشفاه تقترب من الكؤوس
وأنا ألملم انهمارات صوتك الرقراقة
في كفي
ينتشر الصدى
ينتفض الراقصون على أنغامه
ثمة مطر يترقب لحظة الهطول .
********ميساء علي دكدوك.

اترك رد