منبر العراق الحر :…*كتب:لخضر خلفاوي*
—-
“الإدمان هي حالة انتقالية بعد -تمركز الإصابة- ثم إلى استفحال دائم تنكّسي تدهوري للمرض يَصعبُ للمُصاب ( المريض) التّحرّر ممّا أصابه من تدهور حالته الصحّية في غياب وعي ذاتي و مجتمعي و افتقار وسائل تكفُّلية وقائية .. هو فقدان السيطرة أو فقدان التحكم في تصرّفاتنا بشكل اتزاني عقلاني ..فينعكس سلبا ذلك على حياة المُصاب اجتماعيا و يؤذي الصحة الذهنية أو العقلية ، يقضي المُصاب حياته -إن لم يستفد من تكفّل – رهينة إصابته الإدمانية !”.
أمّا التعريف العلمي ل الإدمان: هو مرض pathologie على مستوى دماغي, حيث يُرهن السلوك و التفكير للمُدمن في الاعتماد على استهلاك مادة أو ممارسة أنشطة تافهة بإفراط كبير .. هذا الاستهلاك أو الممارسة تنجرّ عنه عواقب مؤذية و ضارة بالشخص المُصاب بحالة إدمان addiction. يحاول الباحثون كمركز Inserm*الفرنسي فهم الآليات أو الميكانيزمات المسؤولة عن بداية الإدمان، عن احتمالية تعطيله أو انتكاسه. يدرس أيضا الباحثون كيفية تحديد و اكتشاف عوامل الضعف و الهشاشة الفردية والمجتمعية والبيئية، لانتهاج تدابير وقائية تكفّلية بشكل أفضل لصالح المصابين بهذه ” الباتولوجيا pathologie”.
-يرى الباحثون الدارسون في مجال الطب أن الإفراط و التطرّف في استخدام ( وسائل التواصل ) عبر النيت من خلال شاشاتهم الافتراضية العصرية ؛ أدّى إلى تفاقم الظاهرة الخطيرة حيث تتسبب في معضلات صحية جسدية و عقلية كارثية .. كأن -حصريا – تُعاني الحالة المصابة بالإدمان من اضطراب سلوكي على الصعيد الذهني ، و على الصعيد الجسدي ، فإدمان شبكة التواصل أو إدمان ( منتجات مختلفة و استهلاكها ) يعمل على زيادة الوزن و إضعاف البصر و يخرّب الساعة البيولوجية و ذلك بعد الإخلال بمنظومة النوم ، ف قلة النوم تعمل مباشرة على تعقيد المشكلات العقلية الذهنية و إيقاظ اختلالات الذهن و التفكير.
*المختصون في قضايا الصحة العمومية في فرنسا و العالم الغربي على وجه التحديد يدقون نواقيس الخطر و يعتبرون جازمين أن إدمان وسائل التواصل أصبح ( آفة أو جائحة صحّية) جدّ مُقلقة !..
—
*Inserm:
-المعهد الوطني (الفرنسي) للصحة والبحوث الطبية
٥ جوان ٢٠٢٣.
-باريس الكبرى جنوبا
—-