جارية الحلاج ( قصة قصيرة جدا )…. نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
كان الحلاج جليس دكته في بغداد ، مرة يستوطن الكرخ ومرة يعبر الى الرصافة ، وكانت له مناجاة من يسمعها يذهب الى أن الحلاج ينادي بالاشراك في صيغة عشق . والكثير من الناس رأوه بثوب قديس فيما رآه البعض زنديقا .
احد شاهبندرات بغداد وتاجر من تجارها اراد ان يقدم للحلاج خدمة ، فأتى اليه بجارية ارمنية يقال ان جمالها يلهب نظرة العين .
وقال له :خذها هدية لتوصل قلبك الى الامنية ،فما تناله بيدك وفمك افضل مما تتمناه وهو من ضروب المستحيل .
اجلسها جنبه وغادر . ولان الجارية مطيعة بقيت صامتة الى الليل وهو صامت ايضا .
لحظة وسالها :كيف تتحملين ولابيت عندي ولا تمر اطعمك ولا خبز ؟
قالت الجارية :يقولون عنك انك شاعر اجعل شعرك الي خبزا .
ــ ولكن البطن بلا خبز ستصرخ .؟
ــ وساصرخ معها .
قال : المراة في الصراخ تفقد رقتها .
قالت : وماذا فقدت انت حين اهدوني اليك .
نظر الى السماء وقال :لن افقده حتى لو بألف منك .
ضحكت وقالت : ساعود الى من يملكني واقول له :اهدي الجمال للفاهمين وليس للذين بطيش عقولهم شاردين .

اترك رد