منبر العراق الحر :
طافَ الخلودُ بِكربلا فتَسامى
ودَنا لِقبرِكَ سيّدي فأقاما
حضَنَ الضريحَ وكَم بهِ مِنْ لهفَةٍ
فغَدى لِنحرِكَ ياحسينُ وساما
المجدُ انتَ صنعتَهُ ياسيّدي
لمّا رآكَ مُخضّباً بكَ هاما
وبرَزتَ فَرداً والجِراحُ شواهدٌ
عزَفَ الزمانُ بِنَزفها أنغاما
وَقفاً نُذِرتَ وللدماءِ حِكايةٌ
فوَهبتَ جِسمَكَ للسيوفِ طعاما
قد قُلتَ أهلاً ياسيوفُ ومَرحباً
فإذا بها ردَّتْ عليكَ سلاما
أخذَتْ تُقَبِّلُ مَنحراً في لَوعةٍ
قد كانَ يوماً للرسولِ غراما
قد قُلتَ لا فتَمخَّضتْ ياسيّدي
لاءُ الطُفوفِ حناجراً وسِهاما
بِدمٍ عَلَيكَ وأنّنا مِن فِطرةٍ
نبكي دهوراً لم يَكُن إرغاما
ونَظَلُّ نَلطمُ كمْ بنا مِن أضلُعٍ
حتّى نُكسّرُ أضلُعاً وعِظاما
مُنذُ الطُفولةِ أرضَعونا صافِياً
حُبَّ الحُسينِ بروحِنا فَتَناما
بلْ أنّ في الأرحامِ كانَ وقبلها
حتّى فُطِمنا في هواكَ فِطاما
يامُلهِمي والطفُّ صاغَ ملامِحي
زِدني بِحُبِّكَ سيّدي إلهاما