منبر العراق الحر :
وقالَ القمرُ أتعلمين ؟؟
لقد جلستُ اليومَ مع آلافِ الشّبابِ والنساءِ والعجزةِ والأطفال …
كانَ الجميعُ مختلفاً باختلافِ تجاربِهِ ومجتمعِهِ ودينِهِ أرقبُ تطوّرَهم وتطوّرَ قواهم وقدراتِهم وأخطائهم …
كلّ نظريّاتِهم مستمّدةٌ من الكتبِ والدراساتِ السّابقة..
الجميعُ ينسى نفسَه مع جهازِ النّقالِ ويربطُ ذاكرتَهُ بخيوطٍ عنكبوتيةٍ بين الماضي والحاضرِ ينسى بأنّهُ يعيشُ الحاضرَ وعليه السيرُ قدماً لتحقيقِ السلامِ..
السلامِ الداخلي على الأقل..
أجدُ في أعينِ الجميعِ خوفاً وضياعاً فكلّ شخصٍ يعاملُ من حولَهُ بلا مبالاةٍ وقد تصلُ لا مبالاتُه
أحياناً أن يرى شخصاً يموتُ ولا يتأثّر..
امتلأتِ المكتباتُ بمخطوطاتٍ للأدباءِ والمفكرين
والفلاسفةِ والجيولوجيين وووالخ ..
امتلأتْ جدرانُ منازلِهم بالرسوماتِ المنطقيّةِ واللا منطقيّة..
لا وجودَ للمتكلّمين غيرِ المبرمجين على أرضِ الواقعِ..
آلافُ الكتبِ تعبثُ بسكّانِ الأرضِ والوقتُ يسيرُ مع الحزن..
كانَ من الممكنِ أن يُسعدَ البشرُ بشكلٍ هائلٍ من خلالِ السعي للتطويرِ والتحديثِ بعقليّةٍ خاليةٍ من كلِّ السياساتِ والديانات..
كانت أولَ مرةٍ أعجزُ فيها بالنظرِ إلى عينيه
وأنا التي كتبتُ وما زلتُ أكتبُ عن الحب..
لكنّهُ في النهايةِ وبعدَ أن ماتت النّجومُ في السماءِ تجوّلَ في غرفتي ورحل..
رحتُ أرسمُ على أوراقي دوائرَ لا منتهيةٍ
مركزُها شجرةٌ مثمرةٌ ركعتَ أمامَها بشفاهٍ عطشى للصدق…
مزّقتُ أوراقي صارخةً ثم رميتُها من النافذة..
فقد تفشّى الموتُ والخوفُ والجوعُ في المدينةِ أسأل نفسي والألمُ غطّى منزلي..
ربّما وحدَهُ القمرُ كان يسمعُ مايجولُ في نفسي من أفكارٍ ترافقُني في مسيري إلى حتفي كما الآلافِ من قبلي كلّنا سنرحلُ ويبقى عفنُ العقولِ على ظهرِ أرضٍ لا ذنبَ لها في كلِّ هذا الهراء..
أميرة الحب سمااأورنينا
سماهر محمود