منبر العراق الحر :
استؤنفت القراءات التحليلية لأسباب تزايد الحشد العسكري الامريكي في الشرق الأوسط، وتذهب أغلب الاحتمالات والتقديرات لمواجهة الجيش الأمريكي لأذرع ايران التي تنتشر على الشريط الحدودي السوري _ العراقي ، إذ تحتشد هناك وتحديدا في مدينة “البوكمال ” مواقع عسكرية وميليشياوية تؤلف أعدادا كبيرة مجهزة بكافة أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية ، وبحسب المعلومات الصادرة عن مراكز المعلومات والاستخبارات الغربية، فأن الأسلحة التي تحتفظ بها الفصائل الايرانية هناك تضم صواريخ تبلغ مدياتها اكثر من 700 كم منها “ذو الفقار ” و” قيامة ” ،مايجعلها تهدد الاهداف الاسرائيلية .
ايران لاتهدد امريكا على نحو مباشر بل من خلال اذرعها المتمثلة بالميليشيات الشيعية وحزب الله والفصائل الاخرى الموالية وهي تتمدد على نحو بطيء وناجح ، والأخيرة لاتريد خوض الحرب ضد دولة كبيرة وشاسعة مثل ايران وهي تعاني مشاكل داخلية سياسية وحصار اقتصادي بالغ الأثر وقد أضعفت نظامها ، ولعل الحرب تعيد تأهيل النظام بوجود عدو خارجي غازي ، من هنا يكون الحل في قطع اذرع ايران العسكرية من خلال الانتشار العسكري على الحدود السورية العراقية ، والسيطرة على البوكمال العقدة الأهم استراتيجيا لدى ايران في خطوط النقل والمواصلات لسوريا ولبنان وشواطئ البحر المتوسط .
الفرقة الجبلية الامريكية المتوجهة لسوريا والعراق ، اضافة الى آلاف المارينز وطائرات f16وكذلك f35 مع سفن حربية اضافة لقوات الاسطول الخامس،كثافة بالمعدات والاسلحة يتم تجهيزها ليس فقط لواجبات قتال داعش والأرهاب كما تشير التصريحات الامريكية ، بل تتجه لإجهاض ايران من خلال خطوطها الحربية الخارجية ، هكذا تتفق العديد من دوائر الرصد والتحليل .
السؤال الأهم في هذا السياق يبحث في دور العراق بمثل هذه الأحداث أن وقعت ؟
من الطبيعي أن الفصائل الموالية لايران والتي تتبنى موقف المقاومة سيكون دورها مشاركا حتى لو اختارت عناوين تضليلية، الأمر الذي يجعل العراق معرضا ً لغارات امريكية وربما اسرائيلية أيضا ، ولعله الدافع الذي جعل وزارة الدفاع تنصب رباعيات مقاومة الطائرات فوق عدد من الأبنية في بغداد بعد أن أختفت منذ الاحتلال الامريكي سنة 2003 ، ناهيك عن الإحراج الذي ستكون عليه الحكومة العراقية التي تتمتع بعلاقات حسنة مع الولايات المتحدة الامريكية، وتنسيق عال المستوى في في الجانب العسكري والتصدي لتنظيمات داعش التي عاودت نشاطها في الآونة الأخيرة .
تحولات الموقف السياسي لدول الاقليم، وخصوصا طبيعة العلاقة بين امريكا وايران وفرضية الاتفاق فيما يخص النووي الايراني ، وتأثير الحرب الروسية الاوكرانية ، واحداث النيجر جميعها تلقي بظلالها على الواقع في الشرق الأوسط ، وصلاحية القرار الامريكي في خوض في الحرب ضد الميليشيات أم معالجة الموضوع سليما .
ايران تمتلك العديد من أوراق الضغط والتهديد العسكري الذي سيمتد لأبعد ماترسم له امريكا ، وامريكا لديها ترسانة حربية هائلة تستطيع أن توزع التدمير الشامل أينما كانت الحرب ، المأساة أن الشعوب الفقيرة والمأزومة في الدول التي ستطالها الحرب إن وقعت ، سوف تجعلها هباءً منثورا .