دموع القصيدة….سعد علي مهدي

منبر العراق الحر :

لا وقتَ يسمحُ بالقطيعة بيننا ..
فالعُمرُ يجري ..
والرياحُ كئيبة ٌ عند المساء ْ
والوقتُ يمرقُ مُسرعا ً كالماءِ
من بين الأصابع ِ ..
تاركا ً بعض الرجاء ْ
لو كان بالإمكان إيقاف الدقائق ِ
عن جنون مدارها ..
لو كان بالإمكان أن ألغي من التقويم ِ
أزمنة ً بكلّ مسارها ..
لو كان بالإمكان .. لكن
كيفَ أركض للوراء ْ ؟
يا واقعا ً يقتاتُ من عَصَبي .. ومن نَبضي
ومن وَجَع الحناجر حينَ لا تجدُ الغناء ْ
مَن لي بوجه ِ حبيبتي ..
كيما تُسامحُ وخزة ً ..
مرّت على شفة النقاء ْ
* * *
الأرضُ غيرُ الأرض ِ ..
والأشجارُ أعلنَتِ الحِداد ْ
لا شمسَ بعدَ اليوم أعرفها ..
فقد لبسَت بحُزن حبيبتي ثوبَ السَواد ْ
ربّاهُ ..
إنّ الوقت يذبحُني بسَيف الصمت ..
والأشعارُ ذابلة ٌ ..
فهل من لمسة ٍ للماء تغسلُ من شراييني الرَماد ْ
والوحدة ُ الخرساءُ تقتلني فأهربُ ..
خائفا ً .. منها إليها
كيف أنجو من محاورة الجَماد ْ
الآنَ أدركُ ..
أنّ ذنبي سوف يُغفرُ ..
بعدَ أن تلجَ الجِمالُ بحجمها سمّ الخِياطِ ..
وتختفي بعدَ المَعاد ْ
الآنَ أدركُ ..
أنني كسّرتُ أعناقَ السنابل ِ ..
وهي تحلمُ بالحَصاد ْ ..
* * *
مِن أينَ أبحِرُ في القصيدة ِ ..
والسَواحلُ أغلقَت شطآنَها قبل القلوع ْ
ونوارسُ البحر ..
التي جاءت يُسابقها الهوى ..
هي لم تعُد جذلى كما كانت .. وفضّلت الرجوع ْ
كلّ المرافئ أعلنَت ليلا ً علاقتَها بحُزن حبيبتي
الثكلى..
فأطفأتِ الشموع ْ
يا زلّة ً ترَكت على نبض القصيدة ِ ظلّها ..
وتحوّلت منها الحروفُ إلى دموع ْ
ماذا من الأشجار يبقى حينَ تكرهها الفروع ْ ؟
ماذا من الصلوات يبقى إذ تكون بلا ركوع ْ ؟
سأظلّ أصرخُ في المدى ..
لا وقتَ يسمحُ بالقطيعة ِ ..
فالردى خلفي ..
وفي عَينَيّ للأحلام ِ جوع ْ

سعد علي مهدي

اترك رد