مقبرة المبدعين … كتب : مهند سري

منبر العراق الحر :

بالأمس القريب ودعنا شاعر العراق، كريم العراقي، وضجت وسائل التواصل وعجت، بأشعاره ولقاءاته، وصدحت قرائح المسؤولين في كيل المدائح له.
شاعر الوطن، والمواطن، شاعر الحب والحياة، شاعر الأغنية التي جابت وطننا العربي، شاعر : جنة جنة جنة .. والله ياوطنا، عذراً فما لك في هذا الوطن سوى شبر و4 أصابع تثوى فيه، مثلك مثل كثير من المبدعين الذين سبقوك بالغربة، وكان نصيبهم من الحكومة طائرة تقل جنائزهم، وتشييع مهيب الى المثوى، وكلمات عذبة لم تظهر في حياتهم.
لاشك ولاريب، أن الإبداع مكبوت في العراق، ولايتحررالا في منافي العالم الإختيارية، لذا تجد التطلع الى ماوراء الحدود، متنفساً للشعر والكلمة، وللفن، وللطب، والهندسة، وعلوم الحياة المختلفة، فيما تتعهد حكوماتنا بتهيئة النعوش.
عقول كثيرة غادرتنا، وتغادرنا، وضعت بصمتها في اصقاع العالم، لم يبق منها الا “العراقي”، نسباً وصلة، فيما لم نسع خطوة واحدة الى أمام لإعادتها وهي في الحياة، مكرمة مصونة، لتكمل مشوارها هنا.
اليس غريباً، أن من بين الرفحاويين، الذين يملؤن مدن لندن وباريس وستوكهولم، لن تجد بينهم، ولا من بين اولادهم، أو أحفادهم، من يستحق شرف التشييع المهيب، بعد عمر طويل!!
إذاً، غربة المبدعين، أمر آخر، والا ما قدم معارضو أمس، من منجز حضاري، أو إبداع، قبل أن تحط رحالهم في المنطقة الخضراء، برغم ” الدال” الذي كان يرافق اسماؤهم؟
ما نخشاه، أن تتحول مهمتنا الى وظيفة دفان، بينما تختص أرضنا بعنوان مقبرة المبدعين.

 

اترك رد