سردي سريالي: الصّادق المهدي — *كتب:لخضر خلفاوي*

منبر العراق الحر :——-

كانت تقول له
لمّا أسرى بها ليلا من المغرب
إلى الشّرق:
-“اشتااااااقْ.. و اشتااااقْ!”
يا مُعلِّمي !
فيساجل بودٍّ العارف المُلتاعة به
ثم يُثني عليها:
-يا صغيرتي و ما المُشتاقْ؟!
_”يا صغيرتي ..
تقويمكِ شرقي
و توقيتك عراقْ!
**
ثمَّ يُثني و يُثني ..فتسعدُ هي
في حضرة حبيب الظلال الزرقاء
الشاعر المُثني !
-لقد وارَته في تلافيف التجربة و قدّست
سرّه في تجاويف الظلّ المضلل للضوء
-الأشياء الجميلة التي نقبرها فينا
ندمن طقوس إحيائها .. كلما احتجناها ..
نبقى أسرى كل تجربة زرعت فينا معصية
الفرح! كانت تهذي به! ..
*
-أنا أيضا .. و أيضا.. و أيضا”!
هلمّي .. و هو ينفخُ في فقدها ..
هوى الاغتراب الممتد كالصلبان
من المِغرابْ
إلى المِشراقْ ..
صَلَبها على أربع جهات الدهشة المنكّرة :
-إنّي أسأل المسافات بيننا
متى تلتفُّ السّاق بالسّاق؟”
*
-مُغفَّل كان، و على مقربة منهما
كان لا يدري ..
-ها “الصّادق المهدي” أضلّ زمانه
يبكي في صمت بعد صدمة الأهواء
عندما تُعدّد في وقت سواء
و تُهَشِّمُهُ طعنات مزاج القلوب
بالاحتراق
ما للمضلّلات من دواء
و قد طال عليها أمدُ النّفاق!
-ما كان يعلم أن هوى الأنفس
ضَلاَّلُهُم !
و أنّ رياح القلوب
لا بوصلة و لا ميثاق لهاَ..
شوارد!
مثلهم يرتابون من القرار..
الرّياح لا تستطيع توجيه أشرعة
اشتهاءها و مزاجها ..
*
ما عزاؤك أيها المتخلّف عن حكاياهم
و قد كُنتَ فيها و هي ما كانت لكَ
مرُّة ، متعلقِمة هي الحقيقة بهذا المذاق !
و ما قولك في المُغرِبة من شرقٍ
و أنتَ كنتَ تأبى ..
و هي كانت عليكَ تبغي
بمكرٍ المُخَندِقِ الخَنْداق!
و أنّ النّبل في هذا الزمان
مذموم مذؤوم من أهل اللؤم
كيفهُ و قد صار لصاحبه عاصٍ و عاقّ!
أيها “المهدي” افقأْ أَعيُن الدجّالين
في كل مسيح فقهته في مشارق الأرض
و مغاربها
و عدّ إلى ربّك ؛
فلم يعد ينتظرك أحدٌ
لم يعد أحدٌ يصدّق روايات أشراطها
يا خِضر !
ألمْ تقُمِ الساعة بعد انشقاق القمر
و أنّ حِسابنا قد بدأ منذ أنّ صار
للعشق و الحب قطاع طرق و سُرّاق!
-النخّاسون و النّخاسة
القوّادون .. الأفّاكون.. المضللون
الرذَائلِيُون..الرذَّالون!
أبالسة !
و هم وجه الحقيقة المِصداق!

*٣/٩/٢٣
-باريس الكبرى جنوبا

اترك رد