لا تشكو للناس جرحا انت صاحبه….عدنان طعمة

منبر العراق الحر :
يتفق الكثير ان كل متكلم أو كاتب او شاعر يقتفي اثر من سبقه، فيردده في حلة لغوية اخرى، فالنص على صعيد المعنى يتردد في عقول متعددة، وكما قال زهير بن سلمى
مَا أُرانا نقولُ إِلا معَارا … أَو معَادا منْ قَولِنا مَكرور
أي كل ما يقوله الناس أو يكتبه الكتاب والشعراء قد سبقهم بقوله ناس اخرون، وكأن بهم في محل استعارة اقوال من سبقهم وأعادوا صياغة قولها في القالب الذي يرغب ان تكون فيه… فكل مايقال معاد ومكرر بتعبير زهير او ينسب هذا البيت الشعري لعنتره بن شداد فليس في اقوال الأدباء والشعراء الجديد من القول..
اذكر ذلك عندما تناهى الى اسماعي قصيدة للشاعر الفقيد كريم العراقي ومطلعها:
لَا تشك لِلنَّاسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجُرْحُ إلَّا مَنْ بِهِ ألَمُ
منذ طفولتي وانا أقرأ هذا البيت مكتوب على سيارة قديمة تسمى سابقا (دك النجف) او منقوش على سيارتي الريم والفلوكا القديمتين، وعندما أسال من صاحب هذا البيت؟ فيشيروا الى الإمام علي بن ابي طالب.. واذ اتفاجأ ان اجده في مطلع قصيدة للفقيد كريم العراقي دون الاشارة الى من قائله الأصلي..
كما قلت اعتقد ان الكلام والشعر والكتابة واحدة يتردد مرارا وتكرارا في عقول متعددة، وقد يكون كريم العراقي قد اشار الى ذلك في كتاب أو صحيفة نشر فيها هذا النص..
اصطلح النقاد قديما وحديثا، بدء من السرقة، ومن وقع الحافر على الحافر إلى التناص، ومنه الى الاقتباس والخلاف فيه، وقد احصل على اجابة في هامش التعليقات من خلال اثارتي لهذا الموضوع…
رحم الله الشاعر كريم العراقي..

اترك رد