علماء يستخدمون “جزيئات ذهب” تخدع الأورام وتدفعها إلى “وضع التدمير الذاتي”

منبر العراق الحر :

استخدم باحثون جزيئات صغيرة من الذهب مشحونة كهربائيا لخداع الخلايا في أحد أكثر أنواع السرطان فتكا لتدمير نفسها، ويأملون أن يصبح العلاج متاحا يوما ما على شكل رذاذ.

وقام فريق من جامعة نوتنغهام، بقيادة الدكتور فرانكي روسون، بتسخير قوة bio-antenna للحث على موت الخلايا، أو موت الخلايا المبرمج، في خلايا الورم الأرومي الدبقي.

ويزعم العلماء أن هذا هو أول نهج علاجي كمي، يُظهر أنه يمكن القضاء على السرطان عن طريق الإشارات الكمومية، أي عن طريق إجراء تغييرات في بيولوجيا الخلايا على المستوى الكمي.

وفي هذه الحالة، bio-antenna عبارة عن جزيئات ذهبية نانوية مغلفة بجزيئات خاصة، والتي تشير إلى الخلايا السرطانية لتموت تحت مجال كهرومغناطيسي .

ويعد الورم الدبقي من أكثر أنواع السرطان عدوانية وصعوبة في العلاج. ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 6.8% فقط. ويقدر متوسط البقاء على قيد الحياة للمرضى بثمانية أشهر فقط بعد التشخيص. وتنتشر بعض الأنواع بشكل خاص عند الشباب.

ووجد فريق نوتنغهام أنه عند استهداف خلايا الورم الأرومي الدبقي بتقنية bio-antenna، تُركت الخلايا السليمة المحيطة بالسرطان دون مساس.

وقال الدكتور روسون: “ما اكتشفناه هو أن مسارات محددة في الخلايا السرطانية يتم تشغيلها عندما نطبق العلاج، ولكن ليس في الخلايا السليمة. ومن خلال تطبيق مجال كهرومغناطيسي، نتسبب في فقدان الجزيئات لإلكترون (جسيم دون ذري)، ما يؤدي إلى موت آلية الإشارة للخلية السرطانية. نحن لا نعرف الآلية الدقيقة التي تحدث، فقط أن هذه المسارات مهمة حقا”.

ووُصِف العلاج بأنه أول “علاج كمي”، مستفيدا من إمكانات ميكانيكا الكم لمعالجة السرطان.

ومع ظهور bio-antenna النانوية، أصبحت هذه الرؤية للعلاجات الكمومية أقرب إلى الواقع.

وأضاف الدكتور روسون:” تبين أيضا أن العلاج يعمل على خلايا سرطان القناة الصفراوية، ما يشير إلى أنه يمكن أن يكون علاجا أكثر شمولا”.

ويأمل الفريق أن يتوفر العلاج كرذاذ للاستخدام أثناء الجراحة، لكن الدكتور روسون أكد أنه ما يزال هناك طريق طويل يجب قطعه قبل الوصول إلى هذه المرحلة، حيث تستغرق العلاجات المماثلة ما يصل إلى 11 عاما من المختبر للاستخدام البشري.

وفي الوقت الحالي، تم عرض النتائج في المختبر، على أن يتم في المرحلة التالية اختبار العلاج على الحيوانات، ثم البشر.

المصدر: مترو

اترك رد