منبر العراق الحر :
ألا يا قلبُ قَد حانَ الرحيلُ
إلى حيثِ المُنى ذاكَ القتيلُ
وطفْ بي حيثما طافت ملوكٌ
وأدري إنّك الذاوي الهزيلُ
بأرضِ الطفِّ لو تَدري وتَدري
مدارُ الكونِ لو مالَت يَميلُ
سيوفٌ والعِدى صالَت عليهِ
وداسوا حيثما داسَت خيولُ
فسادَ الشكُّ في بعضٍ وَريبٌ
بها حاروا وكَم حارَت عقولُ
وظنُوا اللهَ لم يَنظر إليهِ
ويَنسى إنّه السامي الأصيلُ
ولا يدري لهُ قلبٌ تفرّى
ولا يعنيهِ إن صاحَ الدخيلُ
ولا نَجوى بها يَنجو ليرضى
ولا عسرٌ به يسرٌ كفيلُ
ويَبقى الظلمُ ما شاءَت عروشٌ
وتاجُ الملكِ للناسِ المعيلُ
وللشيطانِ سلطانٌ وجندٌ
ولا يثنيهُ عن غيٍّ وصولُ
وهانَت دمعةٌ سالَت بموقٍ
لهذا اليومِ يَكويها العويلُ
ولاحَت صفحةُ التأريخ تَروي
من الأحداثِ لا تُحصى فصولُ
هي الأحقادُ لا تُمحى وتَبقى
ولا شرعٌ يَرى عنها بديلُ
فصاحوا صيحةً نكراءَ فيها
وقالوا نحنُ لا أنتَ الرسولُ
دعِ الأخبارَ لا وحيٌ أتانا
وخلّي عنكَ ما قالَ الجليلُ
ولكن أينَ من منهُم وهذا
حسينٌ فخرهُ أمٌّ بتولُ
ويبقى يرتَقي فيها بيومٍ
على الأيامِ باقٍ لا يزولُ
وتبقى دمعةٌ في العين تجري
وفيها خالداً يسري القتيلُ