لَمْ يَكنْ إلاّ قصيدةً ………….. ميساء علي دكدوك -سوريا

منبر العراق الحر :
أَملكُ أَلفَ أَلفَ عَينٍ
وأَملكُ ألفَ ألفَ نبضٍ وقَلم
أَنهلُ من الوجوهِ والعنّابِ
أَنهلُ فضاءاتِ وأَنهارِ وغاباتِ العيون
بكلِّ مافيها من أَلغازٍ وأَسرارَ…
وقَلقٍ وخوف
أَنهلُ كؤوسَ الأَلَم والأَمل
لولا هذِي المُعاناة اللّذيذة
ماكان لعشقِي رحيقَ السّعادة …
ولاخمرةَ الشّقاء
ماكان لعشقي مُدٍ من الحَنين
والِإشتياق
عشتُ دهراً
أُسابقُ الرّياحَ
لم أَقتربْ من الخُرافة
كنتُ أَمتدُّ مابينَ التّوجّس واليَقين
بيني وبيني أقمارٌ ونجومٌ وكواكب
ومجّرات
كلّما حَظيتُ بنجمٍ
أَحتويه أَيقونةً على قلبي
أُلقّنُه فنَّ المُناغاةِ وفنّ الأَناشِيد
وأُعلّمه فنونَ الإِصغاء
أَصوغُه قصيدةً ثم…
أَطوِيه صفحةَ ماضٍ
وفي استراحةٍ على جسرِ التّأَمّل
وَجدتُني
أَحلمُ ببيتٍ صغيرٍ
تُحلّقُ في فضائِه أَحلامُ اليَمام
سَئمتُ من وطنٍ عَليلٍ
يسودُ فيه الكافرونَ بالحبّ
يسودُ فيه المُلحدونَ
لم أرَ فيه سوَى طيورَ الشّؤم
تحرقُ بزعافِ أنفاسِها الأَعشاش
أَتعبَني اِستبدالُ المَطر بواحاتِ
السّرابِ
تُقلقُني صولةَ الذِّئاب
آلمَتني السّياط والرّجوم
أَريدُ بيتاً واسعاً حينما …
أَموتُ
تعرّشُ على جدرانِه الكروم
وفي فَضائِه تُقامُ حفلاتُ سَمرٍ للنّجوم
يُثمرُ في حقولِه الرّيحان
ويعبُقُ البَخّور
يتسَاوى فيه السّلطان والأَجير
يتبادلانِ نَخبَ العَدالة
بكؤوسٍ من بلّلور.
…………ميساء علي دكدوك

اترك رد