الأيطاليون في الناصرية…. نعيم عبد مهلهل

منبر العراق الحر :
بقيَّ الايطاليون في الناصرية أكثر من عامين، أشتروا الخبز من مخابز شارع عشرين، وغامروا بالذهاب ليلا وخلسة الى المقبرة الملكية في اور وهم سكارى من اجل تقبيل شفايف الاميرة شبعاد. فامتلأت افواههم بالتراب وبراز ابن آوى…
لن يحصلوا على ملحمة في ازقة الناصرية، سوى عربة تانكر مفخخة، عصفت بأرواح الكثير منهم.
عام 2004 كانت صوفيا لورين قد كبرت وهرمت ولكنها اذرفت دمعة على الجنود ، ومن امنياتها ان تسكب النبيذ الأحمر على مؤخرة المرحوم برلسكوني.لكن رئيس الوزراء المراهق كان في وقتها في مدينة طنجة المغربية لتهيئة حفل زواج أبنته .
لايهم، التفريق بين المحتل والمختل، عقل يفقه فيه سوى الكاهن معنى أن تبتل مؤخرة الديكة بالواين .
عامان ، وكلما تمر مدرعة على جسر الناصرية ، اسماك كثيرة تنفق وغرقى يحتجون ، وذكريات طفولتنا المكتوبة على حديد الجسر تستعيد لقطة مغرية من أفلام صوفيا لورين .
وفي النهاية أخبرني أحدهم ان موظفا إيطاليا من السفارة يأتي كل اول أحد من الشهر الميلادي ليبكي عند باحة بيت النبي إبراهيم.
يسأله حارس الزقورة المنتمي الى عشيرة آل غزي: أن كنت موظفا في سفارة الفاتيكان، او رسولا بابوياً، أو قس من قساوسة اديرة امبرتو ايكو.
فيرد: روح اخي قتلت في أور …
أذن الايطاليون عندهم نواح ولطم ودموع واضرحة حتى عندما يكونوا محتلين، ولكن نواحهم يختلف عن نواحنا ، فهم من الندرة ان نشاهد رجلا ينوح ، واغلب النواح عندهم في مدن الجنوب الإيطالي حيث صقلية وسردينيا وكامبانيا، ويبدوانها تأثرت بعاطفة الشرق التي حملها العرب والترك للمكان فكانوا اقرب الى هاجسنا .
قلت يختلف عن نواحنا لأننا هنا في أور الرجال والنساء ينوحون بنفس العاطفة والموسيقى، ولهذا قلوبنا امتلكت فطرتها في البكاء حتى عندما أحرقت السيارة الانتحارية بيريات الجنود واجسادهم، ومعهم احترق أكثر من عشرة من ايناء المدينة كانوا يركبون عبرية في سيارات الفولكا الروسية اتين من صوب الشامية الى المدينة وبالعكس.

اترك رد